Al Jazirah NewsPaper Tuesday  23/06/2009 G Issue 13417
الثلاثاء 30 جمادىالآخرة 1430   العدد  13417
المنشود
هيئة الأمر بالمعروف، وبداية الانطلاق!!
رقية سليمان الهويريني

 

كان يوماً استثنائياً بحق، ذلك الذي شاركت فيه كوكبة من ذوي الفكر المعتدل من أبناء الوطن رجالاً وسيدات في ورشة العمل للمساهمة بوضع مشروع الخطة الاستراتيجية لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر(حسبة) برعاية جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. والذي دشنه سمو الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية. مما يعبّر عن حجم الرعاية والعناية والتأييد الذي تلقاه الهيئة من القيادة الحكيمة.

ويسعى المشروع إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسة: أولها إعداد خطة استراتيجية شاملة متكاملة للهيئة طويلة المدى تمتد لعشرين سنة مقبلة، لدراسة واقعها المعايش وتحديد مكامن الخلل ونقاط القوة لتلافي السلبيات وتعزيز الإيجابيات وتحقيق الطموحات والسعي نحو التميز.

ويتمثل الهدف الثاني في إعداد خطة تنفيذية مرحلية للسنوات الخمس الأولى، تشتمل على برامج تطويرية وتدريبية وتثقيفية وعلمية، ومشاريع، ومبادرات عملية؛ منبثقة من الخطة طويلة المدى ووفق متطلباتها وشروطها، لتحقيق أهداف الخطة البعيدة المدى، مع تحديد المبادرات والبرامج والمشاريع ذات الأولوية اللازمة لتحقيق أهدافها.

أما الثالث فهو وضع آليات تساعد على إجراء عمليات مراقبة جودة الأداء وكفايته، والمراجعة الدورية لكل مدخلات ومخرجات العملية الإدارية وغيرها، وتطوير الخطة الإستراتيجية ونشر ثقافة التخطيط والتفكير الاستراتيجي وبرامج التهيئة وإدارة التغيير.

ويبدو أن الهيئة تسعى لنسف المظهر التقليدي الذي عرفت به، لتواكب التطور والنمو المتسارع الذي تشهده المملكة في إطار سعيها لتطوير بنيتها المؤسسية استجابة للمستجدات الحضارية وما يرافق ذلك من حاجة ملحة إلى التوسع في خدماتها التنظيمية والتقنية، وحسن التخطيط، ورفع كفاءة أدائها، ونشر وتطوير مرافقها.

ولاشك أن الهيئة تضطلع بمهام عظيمة، لذا جاء المشروع مكتسباً أهميته من عظم الأمانة والمسؤولية اللتين أولتهما القيادة لهذا الجهاز بإقامة هذه الشعيرة العظيمة من شعائر الإسلام، وأهمية الدور الأمني الذي تقوم به في حماية المجتمع.

ولقد لمست أثناء ورشة العمل وما رافقها حماس الهيئة وتقبلها لجميع وجهات النظر واحتواء الأفكار، والرغبة الملحة في أن تصبح نموذجاً مميزاً بين الجهات الحكومية في كفاءة منسوبيها وأداء أعمالها، وتطويرها وفق خطط استراتيجية شاملة ومنظمة ودقيقة.

ويعد فتح المجال لمشاركة المرأة في وضع الاستراتيجية انفتاحاً على المجتمع، وبداية لشراكة متينة تقوم على التعاون والتقارب بين الطرفين بعيداً عن الاجتهادات الشخصية التي أساءت للهيئة كثيراً وما رافقها من تشكيك يثير حفيظة بعضهم على الرغم من مساهمته في زرع الهيبة وردع النفوس الخبيثة من تساهلها بالولوغ في الأخلاق.

ولتقديري لهذا الجهاز العظيم ومشاركته همومه فإنني أتطلع لتغيير مسماه الطويل إلى اسم يدل على نشاطه مثل مسمى (حماية) كما أنني آمل عقد ورشة عمل مشابهة موجهة إلى طلاب وطالبات المدارس والجامعات والاستماع إلى وجهات نظر تلك الفئة العمرية، فمشاركتهم ستشعرهم بالمسؤولية الاجتماعية. كما هي فرصة للتعريف بهذا الجهاز والتعرف على شخصيات منسوبيه وما يميزهم من تعامل راقٍ حظينا به طيلة يوم كامل ونحن محتجزون لديهم - دون جمس - يحفوننا باللطف والضيافة والبشاشة.

فشكراً لهم ومزيداً من التوفيق.

rogaia143@hotmail.Com
ص. ب 260564 الرياض11342









 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد