Al Jazirah NewsPaper Sunday  28/06/2009 G Issue 13422
الأحد 05 رجب 1430   العدد  13422
في الوقت الأصلي
من يدافع عن المنتخب
محمد الشهري

 

عادة ما تفرز الأزمات والنكسات - عندنا - موجات مختلفة من الطروحات والتحليلات والانتقادات.. بعضها يستحق أن نتوقف عنده.. بينما البعض الآخر لا يتجاوز كونه (حكي) لا يسمن ولا يغني من جوع، وإن شئت فقل: منتهى الانتهازية الذي لا يحمل سوى الضرر (؟!).

* فإذا كانت الفطرة السليمة تقضي بضرورة احترام النقد البناء المتكئ على رصيد وافر من الدراية والخبرة والتمكن من الأدوات.. والمنطوي على قدر كبير من حسن الظن والنية.. مهمته أو غرضه فتح نافذة تسمح بولوج الشمس والهواء إلى أكبر مساحة من المكان.

* فإن الفطرة السليمة ترفض كذلك تحويل صحافتنا الرياضية إلى مكاتب محاماة مهمتها نشر المرافعات والدفوعات عن هذا اللاعب أو ذاك لمجرد أنه ينتمي للنادي المفضل (؟!).

** ممارسات صحافية مخجلة وغير مسؤولة تجلت في أعقاب نكسة كوريا الشمالية (!!).

* أنصار هذا اللاعب يرفضون رفضاً قاطعاً مساسه بأي نقد من أي نوع.. مع الدفاع عنه بضراوة بما لم يحظ به حتى عندما كان في أوج شبابه وعطائه (؟!).

* أما أنصار الآخر.. فقد رأوا في انتقاد مستواه المتواضع (خطاً أحمر) تم تجاوزه وبالتالي ضرورة الوقوف في وجه ذلك التجاوز بكل الوسائل، ولا بأس من التماس المبررات له.. خصوصاً من قبل الأقلام التي كافحت وناضلت وأبلت في سبيل عودته للمنتخب، لا سيما وقد راهنت كثيراً على أنه الفارس القابض على السر الذي سيعبر بالأخضر إلى شواطئ الأمان وبالتالي فهي لا تريد أن تخسر ذلك الرهان حتى لو كان بالكلام (؟!!).

* ومثلهم فعل أنصار الثالث الذين يمرون في انتقاد تواضع عطاءاته مؤخراً، نوع من التجني والإجحاف (؟!).

* صحيح أن هناك من مارس أساليب استعداء الرأي العام الرياضي وغير الرياضي ضد أسماء محددة كالعادة لغرض في نفسه ولكن هذا لا يسوغ لنا - ككتاب - أن نمارس نفس الأخطاء التي مارسوها من خلال التصدي لهم فقط لأنهم استهدفوا لاعب نادينا وليس لاعب المنتخب (؟!!).

* فإما أن ندافع ونتحدث عن المنتخب ككل بطريقة حضارية وموضوعية لا تشبه طرق وأساليب هؤلاء وفكرهم المتخلف في التعامل مع الأمور.. دون الانحياز لنجوم أنديتنا على حساب الأهم المتمثل بالمنتخب الوطني.. أو لنصمت كمسؤولين وكإعلاميين، وندع لكتاب النجوم الحبل على الغارب لممارسة المزيد من العبث الذي لن يفضي إلاّ إلى المزيد من النتائج المخيبة للآمال، وإلى المزيد من التقهقر إلى الوراء (؟!!).

التأهل: هل هو غاية أم وسيلة؟!

* من البديهيات المتعارف عليها عند معظم إن لم يكن عند عامة الناس، بأن ثمة فوارق جوهرية ومعلومة.. بين الوسائل وبين الغايات، ولا يشترط توافر درجة عالية من الثقافة لدى المرء كي يميز بين متطلبات كل من الحالتين.. خصوصاً وأن التحديد عادة ما يستنتج ويستشف من خلال نوعية التعاطي مع هذه الحالة أو تلك، وبالتالي إنتفاء الحاجة إلى الكثير من التعمق في البحث لمعرفة الاتجاهات.

* ولكي نصل إلى إجابة على السؤال الذي يقول: هل التأهل للنهائيات غاية أم وسيلة؟.. لا بد من تقسيم المنتخبات المتأهلة عادة إلى نهائيات كأس العالم إلى فئات.

* الفئة الأولى: وهي العظمى (كرويا) والتي تتواجد في النهائيات بشكل دائم كثوابت متعارف عليها لدى العامة، والتي أضحى من المعلوم بأن تواجدها يعني المنافسة بقوة للظفر بالكأس كغاية، بعد أن تجاوزت كل الوسائل الموصلة إليها.

* الفئة الثانية: هي تلك التي تأتي في الدرجة الثانية من حيث الإمكانات والمؤهلات، والتي عادة ما ترتهن في تواجدها على مبدأ (لعل وعسى) من خلال رمية (حظ) قد تأتي من هنا أو هناك فتقلب الموازين وتتحقق الغاية.

* أما الفئة الثالثة: فهي تلك التي تكافح وتناضل وتعمل بجد للوصول إلى المحفل العالمي بقصد الاحتكاك والاستفادة واكتساب الخبرات عن طريق اللعب مع الكبار، وهذه الفئة هي الأكثر وضوحاً في تحديد وسائلها وغاياتها، تماماً مثل الفئة الأولى التي تعرف ماذا تريد.

* فيما تتكون الفئة الرابعة من خليط من المنتخبات قذفت ببعضها الصدف.. ومن أخرى خدمتها الظروف بطريقة أو بأخرى فوجدت نفسها فجأة تتواجد في محفل التواجد فيه أكبر من استيعابها ومن قدراتها وإمكاناتها.

* لذلك رأينا كيف تتحول تلك المنتخبات إلى محطات للتزود بالنقاط من قبل المنتخبات الكبيرة.. فضلاً عن تحولها إلى مصادر غنية للمتنافسين من اللاعبين على لقب الأكثر تهديفاً (؟!).

* وبما أننا تأهلنا أربع مرات متتالية، وها نحن نجالد في سبيل التأهل للمرة الخامسة.

* فهل سألنا أنفسنا ماذا نريد.. وهل التأهل فقط وكيفما اتفق هو الغاية والوسيلة.. أم أن الأمور عندنا عبارة عن (سمك لبن تمر هندي) (؟!!).

شكراً يا أبطال

* برغم عودة فريق الطائرة الهلالي من أرض الإمارات بالوصافة والفضة الآسيوية ورغم أن الطموح كان أكبر من هذا الذي تحقق.

* إلا أن المنطق يفرض علينا شكر هذا الفريق الرائع الذي أبلى بلاء حسناً في مقارعة (منتخبات) عريقة في اللعبة أمثال الإيراني الذي مثله فريق (بايكان) الذي عجز القطري بكل تشكيلاته العناصرية المتعددة عن مقارعته.. رغم تلاقيهما واجتماعهما في سياسة تجميع العناصر المؤثرة من كل حدب وصوب (!!).

* إنني أجزم لو أن الأمور سارت سيراً طبيعياً.. وأن كل فريق من الفرق المشاركة اكتفى بالحد المسموح به من اللاعبين النظاميين دون لف أو دوران، ودون غش وتحايلات.. لكان للنجوم الزرق كلمتهم الفصل في حسم البطولة..

* شكراً أيها الأبطال، وخيرها في غيرها (إن شاء الله).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد