Al Jazirah NewsPaper Friday  10/07/2009 G Issue 13434
الجمعة 17 رجب 1430   العدد  13434
رياض الفكر
الكراسي البحثية في الجامعات السعودية
سلمان بن محمد العُمري

 

قبل عدة سنوات، وقبل موجة الكراسي البحثية التي انتشرت في جامعاتنا السعودية، دعوت في هذه الزاوية إلى اهتمام الجامعات السعودية بالكراسي البحثية، وحث الشركات الصناعية والتجارية إلى تبني كراسي البحث العلمي في الجامعات ودعمها، وتولي الإنفاق عليها، وكانت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن هي الوحيدة في الساحة -آنذاك- التي لديها كراسي للبحث العلمي، وطالبت أن تحذو الجامعات الأخرى حذوها. والآن تعج العديد من الجامعات في المملكة بكراسي علمية، حتى أصبحت ظاهرة، ومع هذه الظهرة التي كنا ندعو لتطبيقها في وقت مضى، نطالب الآن بترشيدها، وإعادة النظر فيها من وزارة التعليم العالي، حتى تحقق هذه الكراسي البحثية أهدافها، والغرض منها، وليس لمجرد التنافس المحموم بين الجامعات في استقطاب الكراسي لمجرد الاستقطاب فقط.

ولذا.. فلعلي أسوق بعض الملحوظات المهمة في موضوع الكراسي البحثية، ومنها:

* غلبة الكراسي البحثية النظرية في العلوم الإنسانية والاجتماعية والشرعية على كراسي البحث العلمي الخاصة بالنواحي العلمية والصناعية والطبية.

* تبني جامعات غير متخصصة لكراسي بحوث علمية، في حين وجود جامعات أكثر تأهيلاً لتبنيها، وأجدر منها في فنها وتخصصها، وأسوق على ذلك الدراسات الشرعية فيما تستقطبه جامعة الملك سعود من دراسات في هذا المجال، يفوق ما لدى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، على الرغم من أن أساس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية هو الدراسات الشرعية، ولديها من مقومات نجاح الكرسي من الرصيد العلمي، والموارد البشرية في هذا التخصص وما يفوق ما لدى جامعة الملك سعود!

* تكرار بعض الكراسي في أكثر من جامعة.

* كثافة الكراسي في جامعة دون أخرى.

وهنا يتطلب الأمر أن تتولى وزارة التعليم العالي إعادة النظر في موضوع الكراسي البحثية، ودراستها لتكون ظاهرة صحية، وليست تنافسية فقط، ولتؤدي رسالتها المهمة في مجال البحث العلمي في دعم عجلة التنمية والتطور في جميع المجالات، ويأتي ذلك من خلال مايلي:

1. تقوم كل جامعة بإعداد تصور للكراسي العلمية التي يمكن أن تسهم فيها الجامعة بما تملكه من رصيد خبرة وأعضاء هيئة تدريس وتخصص.

2. مراعاة الجوانب المهمة في التوزيع الجغرافي، فمثلاً: دراسات البترول: والزراعة، والدراسات البحرية، والحرمين، لا يمكن تواجدها في أماكن غير مناسبة لها.

3. يراعى مستقبلاً أن يكون تبني الكراسي عن طريق وزارة التعليم العالي لبحث الجامعة الأنسب والأوفق لتبنى الكرسي، وليس بطريقة الاستحواذ.

وفق الله الجميع، وسدد الخطى، والله من وراء القصد.



alomari1420@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد