Al Jazirah NewsPaper Friday  10/07/2009 G Issue 13434
الجمعة 17 رجب 1430   العدد  13434
فجر قريب
القوانين العشرة لتغيير الزوج
د.خالد بن صالح المنيف

 

لم يتجاوز الثلاثين من عمره, رجل طيب القلب لين الجانب خافض الجناح، سره مثل علنه، كلمة (لا) لا توجد في قاموسه, لا يتخذ قرارا ولا يبدي رأيا، الكل يسميه (الحبيب) لطيبته المتناهية, أراد الله أن يتزوج من فتاة ذات منصب وعقل، وكان من حوله يترقبون انطفاء شمعة الزواج وتصرم حبال العلاقة للبون الشاسع بين الشخصيتين، ولكن حدث ما لم يجرِ على خاطر حيث التغير العجيب في شخصية هذا الرجل، فقد تعاظمت ثقته بنفسه وتقديره لذاته، فأصبح صاحب رأي يعتد به وكلمة ينصت لها ولم تعد كلمة (لا) تستعصي عليه فما هو السر في هذا التحول؟

وهذا آخر لم يكن من المواظبين على صلاة الجماعة وتزوج بزوجة حكيمة عاقلة تحمل روح التدين الحقيقي حيث رحابة الصدر وحسن الأسلوب ودماثة الأخلاق، وفي تطور مدهش أضحى الشاب من حمائم المسجد فلا تراه إلا في الصف الأول بين تلاوة وصلاة نافلة، إضافة إلى تحسن ملاحظ على أخلاقه وطريقة تعامله، إن تلك التغيرات الجذرية الرائعة والتحولات الجميلة في كلا الزوجين لم يكن للصدفة دور فيها فلابد من سبب لكل هذا طبقا لقانون السببية! والسبب هنا لا يخفى على ذي لب ولا يتوارى عن أصحاب الحجى، فالزوجتان - بعد توفيق الله - هما السبب الرئيس في حدوث هذا التغيير في شخصية الزوجين ولا شك أنهما التمسا طريقة حكيمة ووسيلة ناجحة معها استطاعتا إحداث تلك الانقلابة الإيجابية في شخصية الزوجين، ويبقى السؤال: ما هي الوسائل التي تساعد على تغيير الأزواج؟

تلك عشرة قوانين ستساعدك - أختي الزوجة - على إحداث تغيير إيجابي لشخصية زوجك - بإذن الله -:

القانون الأول:

اقبلي زوجك على ما هو عليه وامنحيه شعورا بالحب المطلق واغمريه بالود، فالرجل عندما لا يشعر بحبك فسيتولد لديه شعور بمواصلة سلوكه الذي اعترضتِ عليه وحاولتِ تغييره ولا تحاصريه بالمواعظ والنصائح، واعلمي أن بعض الرجال ربما يستجيب لضغط الزوجة ويتغير ولكنه تغيرا مؤقتا هشا ولا ثبات لمن يتغير وهو كاره، وجهيه برفق وتذكري إن فكرة (قبول الزوج) لا تعني الاستسلام المقيت أو قتل المشاعر إنما هي باقة ود ورسالة سلام ودعوة للتصرف بحكمة وبذكاء.

القانون الثاني:

إذا كنت تعانين من بعض تصرفات زوجك فأسهل الوسائل للسيطرة على الأمر أو تخفيف حدته هو أن تتعرفي على موقعك في خريطة المشكلة ثم تبادرين بالعمل على ردم الفجوة باستدراكها، فإذا كان عصبيا سريع الغضب مثلا فراجعي نفسك فقد تكونين أنت من يثير غضبه ويشعل نيرانه.

القانون الثالث:

راجعي نفسك وسلطي الضوء على شخصيتك فسوف تكتشفين جملة من الأخطاء وكثير من التقصير تجاه زوجك، فلا تكوني ممن يبصر القذى في عين الآخرين ويتجاهل الجذع في عينيه! تذكري خصالك غير الجيدة التي استطاع زوجك أن يتعايش معها وقد تجدين أنه أعظم صبرا منك وأكثر جلد وأنبل أخلاقا وأن ما يفعله لا يعدل معشار ما قصرتِ فيه.

القانون الرابع:

ما أجمل أن تعبري - أختي - عن مشاعرك بهدوء وبلا مبالغة ودون أن تجنحي للوم والانتقاد الجارح، ولا تنسي أن تتجهي للسلوك مع الحفاظ على نقاء الهوية، فأنتِ عندما تشركينه في مشاعرك سيعرف أنك لا تحاولين أن تملي عليه ماذا يجب أن يفعل! ومع هذا السلوك سيحرص على أن يأخذ مشاعرك بعين الاعتبار.

القانون الخامس:

لا تيأسي ولا تقنطي ولا تضيق بك ساحة الصبر وليقودك الأمل ويسوقك حسن الظن بالله، وإن جربت وسيلة فجربي غيرها وفي حال بذلت الجهد ولم يقدر الله تغييراً فليس لك إلا التعايش والتكيف، وهذا ينسحب على بعض التصرفات التي يصبر عليها واستمتعي بما لديه من مواصفات وسمات حسنة واحسب أن هذا سيخفف من وطأة الضغط النفسي عليك.

القانون السادس:

لا تتورطي في مستنقع المقارنة فهي يوغر القلوب ويؤجج النفوس ويورث الحقد، فمقارنة الرجل بغيره تصيبه في مقتل ومعها سيزداد عنادا وسيضيف معها سوء تعامل.

القانون السابع:

احتفي وباركي أي تغير يطرأ على زوجك واثني على أي جهد يبذله أو خطوة يخطوها إلى الأمام، فالتغيير السريع أمر متعذر حيث إن كسر الأنماط والعادات القديمة المتجذرة أمر ليس سهلا.

القانون الثامن:

عاتب القرآن الكريم نبينا محمد اللهم صلِّ وسلم عليه عندما وسع دائرة مسؤوليته تجاه الآخرين حيث قال تعالى: (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (8) سورة فاطر، وقال تعالى: (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا) (6) سورة الكهف. وبيّن لنا المولى سقف الجهد المراد من بذله بقوله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا استطَعْتُمْ) (16) سورة التغابن.. فنحن لا نملك أي ضمانات لتغيير البشر، فنبيا الله لوط ونوح لم يكتب الله لزوجتيهما الإسلام على الرغم من الجهد المبذول.

القانون التاسع:

بعض الرجال ربما يقبل من الغير ولا يقبل من زوجته، فإذا أزعجك شيء من تصرفاته فبإمكانك الاستعانة بوالدته أو إحدى قريباته العاقلات للقيام بمهمة النصح والتوجيه بدلا عنك.

القانون العاشر:

كوني أنت من يصدر الخلق المراد والسلوك المطلوب، فإذا كنت تشتكين من صلابة مشاعره فرققي مشاعرك وان كان لا يلتفت لأمر الهدية ولا يلقي لها بال فلا تتوقفي عن إهدائه من الحين للآخر وسوف يستقي منك تلك الفضائل.

وأخيرا تسلحي بالسلاح الأعظم واستعيني بأقوى الأسباب وهو الدعاء والالتجاء على جنبات الكريم على أن يصلح الأحوال.

شعاع: حياة المرأة كتاب ضخم مكتوب على كل صفحة من صفحاته كلمة.. حب.

****



khalids225@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد