Al Jazirah NewsPaper Friday  10/07/2009 G Issue 13434
الجمعة 17 رجب 1430   العدد  13434
استيراد المملكة من التبغ يتجاوز الـ13 ملياراً.. و34% من طلبة المتوسطة جربوا التدخين
(نقاء) تحذّر من تفشي ظاهرة التدخين بين الطلاب صيفاً

 

الجزيرة - سلطان المواش

وجهت الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين (نقاء) تحذيرا إلى أولياء الأمور والمعلمين من مخاطر انتشار ظاهرة التدخين وتناول الحبوب المخدرة بدواعي الاستمتاع بإجازة الصيف. وأكدت الجمعية (نقاء) ضرورة متابعة الآباء لأبنائهم والتأكد من عودتهم المبكرة إلى المنزل وعدم اختلاطهم بأصدقاء السوء الذين يتجمعون أمام صالات الإنترنت والمقاهي والتموينات وهم ينفثون السجائر بصورة لافتة للنظر تثير فضول عابري السبيل. مشيرة إلى أن مروجي المخدرات ينشطون في هذه المواسم للإيقاع بأكبر عدد من الضحايا الجدد.

ومن جانبه حذر المدير العام للجمعية (نقاء) الأستاذ سليمان بن عبدالرحمن الصبي من ظاهرة التدخين في أوساط الطلاب والطالبات. وقال إن المسح العالمي لاستخدام التبغ بين الشباب، الذي أجري في جميع أنحاء العالم بواسطة منظمة الصحة العالمية، كشف أن 34.5% من طلاب المرحلة المتوسطة بمنطقة الرياض جربوا التدخين ولو مرة واحدة في حياتهم، وأن أكثر من 20% منهم يستعملون أحد أنواع التبغ، وأن ما يقرب من 11% يدخنون السجائر فقط، في حين يستخدم ما يزيد على 13% أنواعاً أخرى من منتجات التبغ. وتؤكد الإحصائيات التي تضمنها المسح أن ما يقرب من 66% من هؤلاء الشباب تعرضوا لإعلانات محفزة للتدخين على اللوحات الدعائية، وأن أكثر من 73% منهم شاهدوا إعلانات تدعو للتدخين في الصحف والمجلات، بينما أكد ما يزيد على 12% من الشباب الذين شملهم المسح، والذين وصل عددهم إلى 1830 طالباً بمدارس الرياض أن لديهم هدايا عينية تحمل دعاية وشعارات وأسماء وصور السجائر ومنتجات التبغ.

وقال أكثر من 27% من الشباب إنه عرض عليهم سجائر مجانية من شركات منتجة للتبغ. وأوضح سليمان الصبي أن هذه الأرقام المفزعة سوف تقود الشباب إلى الوقوع في براثن التدخين تحت تأثير الدعايات المضللة والأساليب الملتوية لشركات التبغ العالمية، وقد تقوده إلى الإدمان بسهولة، وكلما نجحت هذه الشركات في استقطاب الشباب صغار السن لتعاطي التبغ، قلت فرص الإقلاع عنه، لافتا إلى أن هناك أسباباً كثيرة أدت إلى انتشار ظاهرة التدخين في المجتمع، منها تدني سعر بيع علبة السجائر في المملكة؛ إذ لا يتجاوز سعرها 1.47 دولار، بينما لا يزيد سعرها في الدول المنتجة كأمريكا مثلا على 4.41 دولار، كما أن استيراد المملكة من التبغ قد بلغ أكثر من 13.3 مليار، موضحاً أن هذه الأرقام تكشف ببساطة سر انتشار ظاهرة التدخين في أوساط الشباب، كما أن هناك أسباباً أخرى لا تقل أهمية عن تلك التي ذكرناها تساهم في تنامي هذه الظاهرة، منها تقليد الأبناء لآبائهم المدخنين، وضعف الرقابة المنزلية من قبل الآباء للأبناء، وتقليد أبطال المسلسلات والأفلام وبخاصة الأجنبية. وأضاف أن علاج هذه الظاهرة تحتاج إلى تكاتف جميع الجهات ذات العلاقة بالشباب، وبخاصة وزارة التربية والتعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة الثقافة والإعلام ووزارة الشؤون الاجتماعية لبذل الجهد في توفير أماكن ترفيه بريئة وذات عائد تربوي مفيد، محذراً في الوقت نفسه من خطورة غياب برامج التوعية المتكاملة وضعفها وعدم وجود خطة استراتيجية موحدة تضطلع بها الجهات المعنية بالشباب؛ الأمر الذي ينعكس سلباً عليهم ويؤدي إلى إقبال المراهقين والأحداث على تعاطي التدخين؛ ما سيحدث عنه انفلات أخلاقي يمهد الطريق إلى مشكلات اجتماعية أكثر تعقيدا، ومن ذلك التوجه إلى تعاطي المخدرات. وتشير الدراسات التي أعدتها الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين (نقاء) في فترة سابقة إلى أن أكثر من 90% من متعاطي المخدرات تعاطوا قبلها التدخين الذي مهّد لهم الطريق إليها، وبالإشارة إلى كل ذلك فإن قضية التدخين تعد من القضايا ذات التأثيرات السلبية المتعددة، والتعامل معها يحتاج إلى خطط واستراتيجيات أكثر بكثير من المتاحة الآن.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد