Al Jazirah NewsPaper Saturday  18/07/2009 G Issue 13442
السبت 25 رجب 1430   العدد  13442
أضواء
السيدة كلينتون..نعم نقبل التطبيع فهل أنتم جاهزون؟!
جاسر عبد العزيز الجاسر

 

تتواصل إستراتيجية توزيع الأدوار وتقسيم المهام لفرض تسوية قبول الفلسطينيين بما تبقى مما بقي من فلسطين لإقامة محميتين واحدة في غزة وأخرى في الضفة الغربية، وإطلاق مسمى دولة عليها مع تغييب كامل لكل ما اتخذ من قرارات دولية تنص على وجوب انسحاب إسرائيل مما احتلته عام 1967م والعودة إلى حدود 4 حزيران من ذلك العام.. توزيع الأدوار أعطى للرئيس أوباما مهمة التركيز على مسألة المستوطنات التي يجب حسب ما يقوله ويصرح به الرئيس العتيد أن تتوقف إسرائيل من إقامتها، أما مصير ما هو موجود منها، وسعي حكومة نتنياهو توسيع حدودها استجابة للنمو الطبيعي، فكل هذا مسكوت عنه.

يلتقط الإسرائيليون (الخيط) ويكثرون الكلام عن وجوب الاستجابة إلى حاجة (الإسرائيليين) إلى مواءمة النمو السكاني في المستوطنات وتوسيع القائم منها، والتي تتركز حول القدس والخليل ونابلس في محاولة خبيثة إسرائيلية لمحاصرة تلك المدن الفلسطينية ثم ضمها إلى المستوطنات..!!

وبين حملة أوباما وردود الإسرائيليين انشغل العالم وانشغلنا بقضية فرعية عن القضية الأساسية في مسألة الصراع العربي الإسرائيلي، فالمستوطنات وإقامة الجدار العنصري الذي يقسم أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية، والعدوان على غزة وحصار أهلها وتجويعهم، جميعها مسائل فرعية أوجدها الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية عام 1967م. وإذا ما أُرِيد معالجة كل تلك القضايا الفرعية، فيجب معالجة القضية الأساسية وهي معالجة الاحتلال والعودة إلى حدود ما قبل 5 حزيران 1967م.

هذا ما يجب أن تقوله السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية التي في آخر مشهد لها من دورها من مهمة تقاسم المهام في إنجاز (خطة الطريق الأمريكية الجديدة) لحصر الفلسطينيين في محميتي غزة والضفة الغربية.. إذ تقول السيدة كلينتون (على الدول العربية أن تقوم بمبادرات (الآن) في اتجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل لتشجيع آفاق السلام في الشرق الأوسط..!).

حسناً يا سيدتي ألم تقرئي بنود مبادرة السلام العربية التي أشدتِ فيها في ثنايا تصريحك هذا..؟!

ألم يشرح لك مستشاروك ممن يختصون في الشؤون العربية؟!

سيدتي، العرب عرضوا التطبيع جميعاً مع حليفتكم إسرائيل، مقابل إعادة جميع الأراضي العربية التي احتلتها إسرائيل عام 1967م، وإقامة دولة فلسطينية حقيقية عاصمتها القدس وعودة اللاجئين..

دولة نظيفة من المستوطنات ومن جدار عنصري. العرب جاهزون لتحقيق السلام مقابل إنهاء الاحتلال، فهل أنتم وحلفاؤكم جاهزون..؟!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد