Al Jazirah NewsPaper Saturday  18/07/2009 G Issue 13442
السبت 25 رجب 1430   العدد  13442
الرياضة.. اللعبة الواحدة!

 

الرياضة ليست مجرد مجهود بدني مرهق بل إنها - بالمفهوم الشامل - صياغة بدنية فكرية محورها الجسد، وهذه العلاقة الوثيقة بين الجسد والفكر هي ما دفع بعض الجهات التنظيمية الرياضية إلى اعتبار بعض الألعاب الذهنية ضمن إطار الرياضة الواسع كالشطرنج مثلاً. وعلى الرغم من تنوع وتعدد مجالات الألعاب الرياضية والمنافسات الأولمبية التي تُعنى بألعاب القوى والألعاب الرياضية الفردية إلا أن سيدة الرياضة المتوجة كرة القدم لا تزال هي الأكثر اهتماماً في الرأي العام العالمي، ونحن في المملكة نشعر بما أنجزته الرياضة حين نزور بعض الدول فنفاجأ بأن الكثيرين يعرفون عن بلدنا من بوابة الرياضة الكثير. وكما وصلنا إلى العالم الرياضي الواسع من بوابة كرة القدم فإننا أيضاً، وبالقدر ذاته من الاهتمام، ينبغي أن نتواجد بكثافة في الألعاب الرياضية الأخرى، وعلى رأسها ألعاب القوى؛ لنشارك العالم تنمية الرياضة وتأصيل وعيها بالمفهوم الشامل. ولأن المفهوم الشامل للرياضة يستلزم رسمها في إطار التحدي؛ فقد أضحت الرياضة أيضاً ميداناً لذوي الاحتياجات الخاصة؛ حيث تقام حالياً بطولة العالم لألعاب القوى للإعاقة الحركية - فئة الشباب -، وقد تأهل شاب سعودي لخوض نهائي 100 متر، بمشاركة 149 لاعباً من مختلف دول العالم، والأمر المؤسف أن كثيراً من الرياضيين قد لا يكونون سمعوا بالحدث.

وأياً ما يكن الأمر فإن تجذير الألعاب الرياضية المتنوعة وتوسيع دائرة مشاركتها ضمن فئات الشباب كفيلان برفع الوعي الرياضي في بلادنا وتعزيز منافستنا في المحافل الرياضية الدولية، وهذه الخطوة - لا شك - ينبغي أن تنطلق برؤية استراتيجية شاملة لا يمكن حصرها في الرئاسة العامة لرعاية الشباب؛ إذ إن الأسرة والمدرسة والإعلام والأندية الرياضية شركاء مؤثرون في تشكيل الوعي الرياضي، ودون رؤية شاملة لمشاركتهم وتحديد أدوارهم للاضطلاع بها فإن الرياضة لدينا ستظل محصورة في إطار اللعبة الواحدة.

***




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد