أحسنت وزارة الصحة بحملتها للتوعية بمرض الإنفلونزا المسمّى بإنفلونزا الخنازير، وذلك تحت شعار (التزامك يقيك) وهو مبدأ صالح للوقاية من كل علة وداء وخطر إن كان له علاقة بالصحة أو بالأخلاق، وبدلاً من أن نتلقى أخباراً فقط عن حالات الإصابة والوفيات في العالم، وما ظهر منها من أعداد قليلة في بلادنا قادمة من الخارج، مما يصيب الناس بالخوف ويجعلهم يعيشون هواجس بمجرّد ظهور أعراض الرشح والزكمة، فإنّ الحملة التي تنفذها الإدارة العامة للإعلام والتوعية الصحية بالوزارة قدمت المفيد، وليس مجرّد تحذير، فقد تضمّنت الحملة شرحاً مركزاً في جمل ومعلومات مفيدة عبر الصحف ومحطات التلفاز والراديو للتعريف بهذا المرض المعدي من حيث نوعه والفيروس المسبب له، وكيف ينتقل ومدة بقاء الفيروس على سطح الأشياء التي نستخدمها في الحياة اليومية، حيث يستمر وجوده لساعتين أو أكثر قليلاً مما يستدعي غسل الأيدي والتطهير بانتظام.
ومع أننا قرأنا وسمعنا الكثير من المعلومات عن هذا النوع من الإنفلونزا في الأسابيع الأخيرة منذ ظهورها، إلاّ أن التركيز ومعلومات الحملة التي أطلقتها وزارة الصحة تفيد بدرجة كبيرة في تحقيق الوعي للفرد في مسألة الوقاية وكيف يحافظ عليها والتنبه لأية أعراض وكيف يتصرف حينها وكيف نقي أنفسنا ونحد من انتشار العدوى في حال حدوثها لا سمح الله، وكذلك السفر الذي لا غنى عنه من وإلى بلادنا وكل بلاد العالم، فقط اتخاذ الحيطة والحذر لإجراءات وقائية لا يلزمها استخدام الكمامة الواقية إلاّ في حالة التعامل مع مصاب، ثم معلومات عن الفيروس. والأهم أنّ الوزارة وفرت خدمة الاتصال المجاني بمركز معلومات الإعلام والتوعية الصحية لتلقي الاستفسارات على هاتف وأعيده هنا لعل في الإعادة إفادة وهو (8002494444).
لقد ظننا في البداية ومع ظهور المرض في المكسيك أن طبيعته وما ارتبط به من الخنازير سيكون بعيداً لأننا لا نربي ذلك النوع من الحيوانات ونأنف منه ومحرم أكله شرعاً، ولكن المشكلة هي في العدوى بحكم الاختلاط وحركة السفر التي جعلت كل العالم قرية واحدة وغير محصن في حال وجود مرض مسبب للعدوى، ويكفي ظهور إصابة واحدة أياً كان مصدرها من الخارج أو في الداخل، يكفي لاتخاذ الحيطة والإجراءات الاحترازية على مستوى وزارة الصحة والجهات ذات الصلة وفق خطة شاملة للتعامل مع ما يستجد من أمراض أو تطورات صحية وأخطار لا أحد يدري من أين وكيف تأتي مما يستدعي استنفار الجهود، والحمد لله أن تم رصد الحالات التي ظهرت وأولها كانت قادمة على طائرة من الخارج كما نعلم، وأحسنت وزارة الصحة صنعاً بالتعاون مع الخطوط السعودية لمناشدة جميع ركاب تلك الرحلة لفحصهم طبياً، وهذا ما تم، لكن ظهور حالات أخرى تباعاً وإن كانت قليلة يستدعي استمرار الإجراءات الوقائية، وهو ما وجّه به خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ضمن الاستعدادات الوقائية المتكاملة لموسمي العمرة والحج.
إنّ ظهور أنواع من الأمراض المعدية يجعل العالم يقف على قدم وساق إن كان لدرء الأخطار الصحية أو التداعيات الاقتصادية التي تؤثر على قطاعات واسعة وتسبب خسائر هائلة، وقد رأينا ذلك في جنون البقر في أوروبا ثم إنفلونزا الطيور وأنواع الحمى المعدية، ومنها ما ظهرت حالاته في بلادنا من حمى الوادي المتصدع من قبل ثم حمى الضنك، مما يدعو الإنسان في عصرنا هذا إلى التنبه وأن يساهم في النظافة العامة والوقاية والحفاظ على النظافة الشخصية وسلامة البيئة والشارع والحي.
وعندما نعود للحديث عن الإنفلونزا بشكل عام وخاصة المعتادة منها والعادية، فإنّ كل واحد معرّض لها، ومع ذلك نتمنى أن نتوخى الحذر منها خاصة ونحن في اختبارات وأن نقوي المناعة ضدها رغم أنها عادية ويتعرّض لها الصغير والكبير والمناعة هنا تكمن في السلوك الغذائي والتركيز على الفيتامينات المقوية لها. وهذه الأيام حيث الاختبارات عليكم بالليمون والحفاظ على صحة الأبناء حتى يؤدوا اختباراتهم وهم في أتم صحة ودون إزعاجات الإنفلونزا على صحتهم وتركيزهم. وأخيراً نشكر وزارة الصحة ومعالي الوزير الدكتور عبد الله الربيعة، وأسأل الله السلامة للجميع.
حكمة: درهم وقاية خير من قنطار علاج.