نعلم جميعاً أن هناك عادات وتقاليد وأموراً يجب الاهتمام بها والمحافظة عليها خوفاً من انجرافها كثيراً وضياعها من خلال هذه الحياة السريعة التي تكاد تطغى على الأخلاق والمثل العليا التي دعا إليها ديننا الحنيف، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (تبسمك في وجه أخيك صدقة)، هذا الحديث الشريف توجيه واضح وبيّن إلى توخي الحرص في المعاملة، وأن ذلك من أوليات العمل الاجتماعي بين الناس.
إن المحافظة على الأنظمة وتطبيقها لهي عنوان لرقي وتقدم الأمم، فكيف بأمة دستورها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، والتي جاءت على تنظيم الحياة؟!
أقول ذلك وقد لفت انتباهي في الأسبوع الماضي خبر مفاده وقوع حادث بين سيارتين في المقبرة؛ مما أدى إلى تضرر الطرفين ونقل المصابين للمستشفى، هنا أقف وأقول: هل وصلت الأمور إلى هذه الدرجة من اللامبالاة وعدم الاكتراث حتى في المقابر إلى جانب تجاهل شعور أهل الميت، بل إن الأمر يزداد تعقيداً حينما ترى قلة من الناس يهتمون بأمور جانبية أثناء الدفن وتتعالى ضحكاتهم، وقد يصل الأمر إلى أن يقوم أحدهم بالتدخين داخل المقبرة! أين اللياقة واللباقة من هؤلاء جميعاً؟!
ما بالنا لا نراعي شعور الآخرين في أمور عدة؛ فعندما تذهب للصلاة يوم الجمعة في وقت مبكر نسبياً وتجد مكاناً في الصفوف الأولى وتستقر به تفاجأ حينما يدخل الإمام لإلقاء الخطبة، بمَن يتخطى رقاب الناس دون خجل أو حياء مخالفاً الالتزام بنهي الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك.
يدخل أحدهم إليك أما في مقر عملك أو في منزلك أو في أي مكان آخر وهو يحمل هاتفه ويخاطب الآخرين والنغمات تتابع النغمات لا يراعي لك شعوراً ولا ينصت لكلامك أو كلام الحاضرين، ونجد عجباً حينما تدخل إحدى المؤسسات الحكومية وترى بعض المراجعين وقد بدأ يحمل هاتفين وفي كل أذن يجري مكالمة؟ أين اللباقة وأين الحياء من هؤلاء؟
أقول تناسينا كثيراً من المثل والأخلاق وأصبحنا لا نقيم لذلك حساباً؛ فهانت علينا أنفسنا بعدم احترامنا للعادات والتقاليد والنظم المتبعة؟
هنا أوجه دعوة صادقة إلى أن نقف جميعاً ويداً واحدة في وجه المخالفين للأنظمة والعادات والتقاليد الأصيلة الإيجابية.
- مدير عام المهرجان الوطني للتراث والثقافة
alromis@yahoo.com