قدر لي أن ألتقي مجموعة من الأخيار من أهالي حي الملك خالد بعنيزة ضمن خطة المجلس البلدي لبلدية محافظة عنيزة للالتقاء بأهالي الأحياء والنظر في طلباتهم للرقي بالخدمات البلدية المقدَّمة لهم.
وبعد توفيق الله عز وجل تم الالتقاء بهم مرتين؛ فوجدنا مجموعة من رجالات الحي تمثل مدرسة منظمة في العمل الجماعي المنسق ويحملون همّاً مشتركاً على حيهم وأبناء حيهم وحرصاً شديداً قلّ أن تجد مثله في أبناء المدن، خاصة مع المدنية الزائفة والتقنيات الحديثة التي قطعت الأواصر وأبعدت التواصل بين الأقارب، فما بالك الأباعد كالجيران وغيرهم رغم اتساع رقعة الحي وتعداد سكانه الذي يبلغ حوالي عشرة آلاف مواطن.
إن هذه المجموعة الرائعة قامت بعمل رائع جداً وتجهيزات تستحق عليها افتتاح مركز للحي يتبع لمركز الخدمات الاجتماعية؛ فقد قسموا أنفسهم إلى لجان تعمل بكل حيوية وإخلاص، ومنها:
أولاً: لجنة الخدمات، وتعنى بالاهتمام بالخدمات سواء البلدية أو الصحية أو الكهرباء ومتابعة الدوائر الحكومية؛ لمعالجة أي قصور، وإصلاح أي خلل إن وجد.
ثانياً: لجنة التطوير، وهي مهتمة بكل ما يخدم تطوير الحي من جميع النواحي التثقيفية والتوعوية، ولم ينسوا دور المرأة والأطفال وغيرهم، ويقوم على هذه اللجان رجال أكفاء وتربويون ومسؤولون حكوميون، وقاموا بتوفير حافلتين لخدمة أبناء الحي ونسائهم في تنقلاتهم وترفيههم وإيصالهم لحلقات تحفيظ القرآن التي تقام مساء للجميع.
حقيقة جميع أعضاء المجلس البلدي بعنيزة أبدوا إعجابهم بما شاهدوه من ترابط أهل الحي وقوة تواصلهم، وأشادوا بهذه الروح والمواطنة الحقة التي يتمناها أولو الأمر في هذه البلاد، ويتمنون أن تنتشر هذه الروح في كافة الأحياء.
ووعدوا ببذل كل جهودهم لتحقيق مطالب أهل الحي عبر القنوات المتاحة للمجلس، وفي إطار الأنظمة.
ولو تمت الاستجابة لهذه المطالب فإن هذا الحي سيكون حياً نموذجياً من جميع الجهات، تباهي به البلدية والمحافظة سكان المدن والمحافظات المجاورة، خاصة وهو مهيأ لذلك من حيث المساحات الشاسعة والمرافق الحكومية والمدارس النموذجية للبنين والبنات التي استكملت مبانيها الحكومية. فجزى الله الجميع خيراً على جهودهم.
والله من وراء القصد، وبالله التوفيق.
عضو المجلس البلدي في عنيزة