يُحكى أن أباً كان له العديد من الأبناء من عدة نساء، فقد كان ثرياً يلعب بالبيضة والحجر والملايين، بل البلايين في أسواق البورصة في كل بقاع الأرض، ويعلم ويتابع دقيقها وجليلها، ولكن أبناءه لا يعلم عنهم شيئاً، فقد أوكل أمرهم للمربيات والمربين والخادمات والسائقين، فكنز الدنيا (المال) أهم في نظره من كنزي الدنيا والآخرة (الأبناء الصالحين). ودارت الدنيا وهاجت وماجت البورصات وأولها الوول ستريت وانكشف (برنارد مادوف) بتلاعبه وكان صاحبنا من أول الخاسرين فالتفت إلى كنزه الأخير فوجده قد سُرق وبذلك خسر الدنيا والآخرة.. فالحذر الحذر من الحرص على تنمية المال أكثر من الحرص على تربية الأبناء؛ فالأول زائل والثاني باق بإذن الله حتى بعد وفاة الإنسان، فاللهم لا تحرمنا وإياكم من الأبناء الصالحين ذكوراً وإناثاً ليكونوا لنا ذخراً في حياتنا وبعد مماتنا يذكروننا ويدعون لنا ويترحمّون علينا... اللهم آمين.