Al Jazirah NewsPaper Tuesday  21/07/2009 G Issue 13445
الثلاثاء 28 رجب 1430   العدد  13445
دور التربية في الصحة العقلية
د. سليمان محسن العريني

 

الظروف السائدة في المدارس تركز على الاهتمام بالمادة دون الطالب والطالبة وعلى المناهج التي لا تتفق مع ميول الطلاب والطالبات واستعداداتهم مع علم رجال التربية بأهمية الفروق الفردية بين المتعلمين والمتعلمات وهذا لا يساعد على تطوير شخصية المتعلم والمتعلمة ولا يصل بهم إلى النضج والالتزام والتكامل ولذا يجب على المعنيين في مجال التربية والتعليم ترتيب الأولويات في تحسين مستوى الطلاب والطالبات وإعداد دراسة وافية في هذا المجال فلا فائدة من تطوير المنهج المدرسي إذا لم يتناسب مع المبنى المدرسي ومع إعداد المعلمين والمعلمات إعداد يقوم على التفاهم واحترام وجهة النظر الآخر، وإن الاهتمام بالصحة النفسية لا يقل أهمية عن الاهتمام بالجوانب الأخرى في عملية تطوير التربية والتعليم.

ولذا يجب على المسؤولين في تطوير التعليم تنوير المعلمين والمعلمات والآباء عن طريق المحاضرات والنشرات التي توضح لهم أهمية العناية بالمتعلم في النواحي النفسية والاجتماعية وتحثهم على الاهتمام بمراعاة رغباتهم ودوافعهم وميولهم ومعرفة الآثار المترتبة على عدم إشباعها وأن تقديم الخدمات التربوية ليس فقط للمتعلم بل تشمل المعلمين والمعلمات والآباء والأمهات لأن الآباء المضطربين نفسياً كالمدرسين المضطربين نفسياً ضررهم أكثر من نفعهم وهذا الاهتمام لا يتم ما لم يهتم أهل التربية والتعليم بالتوجيه والإرشاد التربوي والنفسي ومتابعة وتقويم العملية بالتوجيه والإرشاد التربوي والنفسي ومتابعة وتقويم عملية الإرشاد باستمرار والاهتمام بنتائجها والإيمان بدورها الوقائي والعلاجي وأثرها في مسيرة التربية والتعليم لأن المرشد يتقن فن المقابلة الشخصية ودراسة الحالة دراسة شاملة في مجالاتها المختلفة وخاصة في مجالها النفسي والاجتماعي، وكذلك الاهتمام في تطوير الأساليب المرتبطة في نجاح الإرشاد التربوي من أجل تقديم الخدمات المناسبة للمجتمع المدرسي بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة لأن المرشد الطلابي همزة وصل بين المدرسة والبيت ويعمل على إيجاد الاستقرار النفسي للمتعلم حيث يقوم بتفسير سلوك الطالب لوالديهم وسلوك الطالب ووالديه للمدرسة مما يساعد الطلاب على التكيف في كل من البيت والمدرسة ولا يخفى على التربويين أهمية أثر المنزل والجيران والبيئة المحلية والأصدقاء على سلوك المتعلم وعلى المدرسة تثقيف الطالب بأهمية المشاركة في العملية التعليمية وتوضيح دور كل محور من محاور العملية التعليمية وأهميته للطالب وخاصة دور المرشد الطلابي وأن يفهم حقه في تقدير مصيره بنفسه وحقه في قبول المساعدة أو رفضها وحقه بالاحتفاظ بأسراره وأن يكون هناك نظام يحمي تلك الأسرار ويعاقب من لا يتعامل معها بسرعة تامة وذلك وفق المسؤولية (ميثاق أو نظام مهنة العمل) حتى يتمكن المسترشد في طرح ما لديه وكذلك يستطيع المرشد تقديم ما عليه وأن الاهتمام بالنواحي النفسية لا يقل أهمية عن المحاور الأخرى في تطوير العملية التعليمية وأنها وحدة متكاملة إذا أهمل جانب منها يؤثر سلباً على الجوانب الأخرى فالصحة النفسية تعطي الارتياح النفسي والعقلي مما يساعد على عملية التقيد والتعليم وخلق مجتمع ترى للتربية أثر في سلوك أبنائه.

ويغلب عليه روح التعاون والتفاهم وتفضيل المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.

- جامعة الأمير سلطان



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد