باتت متابعة نشرات الأخبار مزعجة جداً للإنسان العربي.. وأصبح من الأفضل له أن يبتعد عنها ويشاهد برامج ترفيهية.. أو أن يتجه إلى القراءة في مكان هادئ بعيداً عن ضجيج التلفزيون.

ولكن قدر الإنسان العربي أن تأتيه المضايقة حتى من الكتب فمعظم الروايات التي نشرت في الأعوام الأخيرة لا تتضمن إلا التفاهات.. والخوض في أمور لا طائل منها.

ووسط مجموعة من الروايات السيئة السمعة.. التي تجلب الغثيان والقرف منها ومن أصحابها.. ومن تجاربهم الضحلة.

جاء كتاب مختلف يحث العرب على الصمود في وجه العدو والإصرار على إعادة حقوق أهل فلسطين..

الكتاب بعنوان (كي لا ننسى) للأستاذ وليد الخالدي استهله بإهداء إلى كل الذين شردوا من قراهم فهاموا في الأرض.. وإلى ذرياتهم.. كي لا ينسوا.

الكتاب يتضمن وصفاً تفصيلياً للقرى الفلسطينية الأربعمئة التي هُجر أهلها ودمرت ومحيت من الوجود عام 1948م.

وقد ساهم في إعداد الكتاب أكثر من ثلاثين باحثاً وتم الرجوع إلى أعمال المؤرخين القدماء والجغرافيين والرحالة.

عمل ضخم استغرق ست سنوات..

وهو يؤكد أن هناك من يعمل بجد وصبر.. لينجز عملاً مفيداً يثبت حق العرب..

فقد قال (موشى ديان) قبل ثلاثين عاماً إن هذه القرى أُزيلت من الوجود.. ومن كتب الجغرافيا.. ولن يعرف أحد حتى أسماء هذه القرى.