Al Jazirah NewsPaper Friday  24/07/2009 G Issue 13448
الجمعة 02 شعبان 1430   العدد  13448
عندما يستحوذ على عقول الشباب!
د. سعد بن عبدالقادر القويعي

 

يبقى الإرهاب نموذجاً مؤكداً لحلقة وصل محكمة الأطراف بين السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي، تستدعي علاجاً عميقاً لكل الأسباب التحتية التي تولدها. وقد حان الوقت للقول بصوت عال: لا للإرهاب، أيا كانت هويته وأيديولوجيته..

..لاسيما وأن مخرجات تطبيقاته منتكسة، تناقض الفطرة السوية والعقيدة الصحيحة والعقل السليم.

وما يعنيني بموضوع الإرهاب في مقالي يمكن التوقف عنده ملياً، هو حديث -الشيخ- أحمد جيلان،- المنسق العلمي لمركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية -، من أن: (90% من الشباب الذين غرر بهم ووقعوا في براثن العنف لا يملكون خلفية شرعية جيدة، كون معظمهم غير متعلمين، أو لم يتجاوزوا الثانوية، بل إن بعضهم حديث عهد بالتدين.. وغالبية الشباب قرروا فكرة الجهاد والرغبة في أجر الشهيد، طمعاً لتكفير السيئات بواقعهم قبل الاستقامة، فاستغلهم بعض المغرضين بحجة أن هذه الأفعال الجهادية تكفر ذنوبهم).

فحديثو السن هم أكثر انجذاباً لأفكار جديدة، وأكثر رغبة واستعداداً للخروج عن نظام المجتمع لحماس الفكرة لديهم، واستعجالهم لبلوغ الأهداف. وهذا التوجه نحو هذا السن هو توجه استراتيجي، يهتم بالتركيبة البشرية من حيث الأصول العمرية، وتبدأ صناعتهم من سن السادسة عشرة أو السابعة عشرة من أعمارهم لتجنيدهم وتنفيذ مخططاتهم الإجرامية.

ومن سياق كثير من التحاليل السياسية والأمنية، فإن هناك قاسماً مشتركاً بين هؤلاء الشباب يتمثل بثلاثة جوانب رئيسية، وهي: حداثة السن، وحداثة التدين، وضعف المخزون الشرعي لديهم، إضافة لما تتميز به هذه الفئة العمرية من خصائص أخرى يستطيع المحرض أن يستغل هذه الجوانب الثلاثة، من أجل أن يوهم الشاب بأنه لا يكفر الأعمال السابقة التي قد ارتكبها قبل التزامه إلا عملية استشهادية كما يسمونها، وهي عملية انتحارية. فيبدأ الإرهاب بالفكر، ثم بالتعاطف معه، ويأتي دور الممول للإرهاب، فتتكون الشخصية الإرهابية بعد ذلك، وتلجأ إلى الفعل الإرهابي لتفرض أجندتها على الساحة.

ومع يقيننا بأن هذا الفكر رغم تعقيدات مرجعيته وظروف تشكله، إلا أن مواجهته وإبطاله نظرياً وتطبيقياً ممكنة، من خلال تنشئة الشباب على الأمن الفكري المعتدل، فلا إفراط ولا تفريط. فالكمال التام يتمثل في وسطية معتدلة بينها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أنها سنته وسنة الخلفاء المهديين من بعده ترسم من خلالها علاقة العبد بربه وبالآخرين، بما له من حقوق وما عليه من واجبات. وبالتالي تحصين أفكارهم من التيارات الفكرية الضالة والتوجهات المشبوهة.



drsasq@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد