Al Jazirah NewsPaper Friday  31/07/2009 G Issue 13455
الجمعة 09 شعبان 1430   العدد  13455
المؤرخ (القدادي) بالوثائق الرسمية يرد على (المالكي):
(خالد الفيصل) مديراً لرعاية الشباب منذ شوال 1386هـ وليس في 1388

 

سعادة مدير التحرير للشؤون الرياضية بجريدة الجزيرة المكلف

الأستاذ الفاضل - عبد العزيز الهدلق - المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

كتب أخي العزيز (عبد الله بن جار الله المالكي) تعقيباً في جريدة (الجزيرة) نُشر في العدد 13446 الصادر يوم الأربعاء 29-7- 1430هـ ص37 رداً على ما سبق أن رددت عليه في العدد 13443 وكالمتوقع لم أتفاجأ أن الأخ عبد الله تجاوز ما ذكره، من أن النادي الأهلي الحالي ليس له علاقة بالنادي الأهلي الذي تأسس عام 1355هـ، لأن هذا التجاوز عين الصواب والعقل منه، والواجب أن يدع القضايا غير الصحيحة وغير المبنية على منطق أولاً ثم على واقع، فشكراً له أن عاد وأقرَّ صحة تأسيس النادي الأهلي في جدة عام 1355هـ على اعتبار أن الناديين نادٍ واحد، وهو التاريخ الذي أفتخر ببحثي حوله كأول من تحدث عنه وبحثه.. لكنه لم يترك رده الأربعاء قبل الماضي في العدد 13446 يُعبِّر، إلا وفتح لنا أمراً جديداً راداً به على ملاحظة ذكرتها في سياق ردي عليه عن مرحلة الأمير خالد الفيصل عندما كان مديراً عاماً لرعاية الشباب، نافياً أن يكون الأمير خالد الفيصل كان مديراً عاماً لرعاية الشباب عام 1387هـ.. مؤكداً أنه تولى هذا المنصب في شهر شوال عام 1388هـ بموجب الوثيقة التي نشرها مع رده وهي غير واضحة نهائياً، ولا تُقرأ.

وأرد عليه موضحاً ومفنّداً بالتالي:

1- هناك ملاحظات جوهرية وأساسية تمس المنهج الذي يتخذه العزيز أبو طارق مساراً له، فمن أوائل المؤشرات على صحة المنهج العلمي أن يشير الباحث إلى مصادره التي استقى منها مراجعه وشواهده، وكلما زادت هذه المراجع كلما كان أكثر مصداقية وثقة، وكلما قلت ضعفت الثقة فيه بل تختفي نهائياً، ويصبح بعيداً عن منهج العلم والتاريخ ويتحول إلى أسلوب (حكاوي القهاوي)، ولذا فإن أول ملاحظة تظهر دائماً على ما ينشره أخي عبد الله هي مجهولية قصاصاته، فمثلاً في رده الذي نشره في العدد 13448 كان شيئاً من قصاصاته من كتاب د. أمين ساعاتي ولم يشر إليه إلا إذا كان اختلط عليه ولم يعد يدري ما يحمل، واعتبره المالكي وثيقة، لكنها صفحة من كتاب الساعاتي، وأخرى من جريدة الملاعب الرياضية عدد قديم جداً وهكذا، فهذه نقاط ضعف أساسية كمن بنى مبنى دون قواعد ودون أعمدة لأنه سيسقط على صاحبه.

2- ذكر أني استخدمت أسلوب المجاملات وتجاهلت الحقائق ولم يحدد ما مجاملاتي وما هي الحقائق التي تجاهلتها، فقولي واحد: إن الأهلي تأسس عام 1355هـ، بينما الواقع يقول إن المالكي تجاهل الرد على النقاط التي فندت فيها عدم صحة ما اتجه إليه من قول خاطئ إن الأهلي تأسس عام 1381هـ، لأنه حسب قوله ليس له علاقة بالأهلي الذي تأسس عام 1355هـ أو الثغر عام 1372هـ.

3- أعود إلى الوثيقة التي نشرها مع تعقيبه في العدد 13448 والتي كما ذكرت لم تكن واضحة وهي العادة المعروفة عن أبي طارق، لأن لديه شغفاً في إخفاء ما لديه، بينما العالِم تقع عليه مسؤولية شرعية في إظهار ما لديه من علم مؤتمن عليه، لكني أعلم وأملك هذه الوثيقة التي نشرت نصها في كتابي: (قصيدة خالد الفيصل الأولى) الذي جاء في 682 صفحة ويُعتبر أول كتاب يؤرخ لحياة الأمير خالد الفيصل من نشأته وولادته وفيه قسم كبير يسجل بالتفصيل مرحلة عمله في رعاية الشباب والوثيقة جاءت في ص140 ونصها يقول في الفقرة الأولى والثانية منها ما يلي:تعتبر وظيفة رئيس قسم (ب) في الأندية الرياضية ذات المرتبة الخامسة والرقم 73 بتشكيلات الشؤون الاجتماعية شاغرة. يُعيَّن سمو الأمير خالد الفيصل في وظيفة مدير عام رعاية الشباب على المرتبة الثانية بتشكيلات الشؤون الاجتماعية لعام 88 - 1389هـ ويُعطى أول مربوط من تاريخ قرار مجلس الوزراء الموقر الموافق 18- 10-1388هـ، انتهى. وهنا نأتي إلى الإشكالية الأساسية التي تقف بين عبد الله المالكي وفهم وكتابة التاريخ، وهي القدرة على قراءة الوثيقة بمضمونها التاريخي، وربطها باتجاهها الزماني والمكاني، ووضع كل الأحداث المرتبطة بها سياسياً واجتماعياً وثقافياً، ليستطيع أن يترجمها ويضعها في سياقها الصحيح، فالأخ المالكي عندما امتلك هذه الوثيقة وهي من الوثائق النادرة لديه، لأن أغلب ما يملكه قصاصات صحفية يتعامل معها بالنص الحرفي الذي فيها دون فحصها ظاهرياً وموضوعياً والقيام بأسلوب الجرح والتعديل عليها أو على الشهود إن كانوا متوفرين، لذا فإن من ضمن مشكلات المؤرخ والباحث التي يحتاج إلى الخبرة فيها، معرفة الطريقة والأسلوب الذي تُكتب فيه كل وثيقة في زمنها، فأخذ المالكي تبعاً لذلك فهماً قاصراً جداً أن الأمير خالد الفيصل تولى رعاية الشباب في 18-10-1388هـ معتمداً على خطاب وزارة العمل المبني على قرار مجلس الوزراء لم يتسن للمالكي قراءته إذ جاءت استنتاجاته غير صحيحة، وهذا مخالف للواقع وللحقيقة، لأن الأمير خالد الفيصل تولى إدارة رعاية الشباب منذ تاريخ 18-10- 1386هـ وأصبح يُوقِّع منذ يومه الأول (مدير عام رعاية الشباب).. بينما إدارة رعاية الشباب لم ترق إلى مستوى إدارة عامة إلا بعد ذلك بسنتين، فهنا مسماه كان أعلى من إدارته، وبفكر سمو الأمير خالد الفيصل حرص أن يرقيها بعد الحصول على الموافقة الملكية، ونال ذلك في شوال عام 1388هـ وصدر قرار مجلس الوزراء رقم 1382هـ المتخذ في ليلة 18-19 -10- 1388هـ بشأن ترقيته إلى المرتبة الأعلى من الخامسة إلى الثانية (ب) ونص حرفياً على تاريخ توليه أول وظيفة ومسمى كما يلي: (ومن أجل هذا كان لا بد أن تسند المسؤوليات إلى شخص يتميز بالقدرة وحسن الإدارة، ومن هنا كان اختيار سمو الأمير خالد الفيصل الذي تولى إدارتها اعتبارا من 18-10- 1388هـ بالمرتبة الخامسة).

فهذا النص الذي يُعتبر في ترتيب الوثائق وقوتها كاسحاً ماسحاً لأي قول ينافيه- وإذا أراد الأخ المالكي أن يواصل تصديه كالعادة للحقائق الثابتة، فعليه أن يجيب على ما يلي بدقة وأن لا يتهرب في الإجابة عنها بإجابة مثالية علمية واضحة:

أ- مَن كان مدير عام رعاية الشباب خلال الفترة من 18-10- 1386هـ إلى 18-10-1388هـ إذا كان الأمير خالد الفيصل لم يتول رعاية الشباب إلا في شوال 1388هـ؟

ب- أين كان الأمير خالد الفيصل في هذه الفترة..؟ وما موقعه بالضبط..؟ وما هي صلاحياته؟!

ج- ما هي صلاحيات وزير العمل والشؤون الاجتماعية في إدارة رعاية الشباب، وهل كان هو المتصرف فيها أم كان خالد الفيصل أم شخصية أخرى؟

د- ما هي صلاحيات وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية في إدارة رعاية الشباب، هل كان هو المتصرف فيها أم كان خالد الفيصل أم شخصية أخرى..؟

هـ- من كان مدير عام رعاية الشباب في هذه الفترة من شوال 1386هـ إلى شوال 1388هـ إذا لم يكن خالد الفيصل؟

هذه الأسئلة إذا أجاب عنها أي باحث لن يصل إلا إلى حقيقة واحدة هي أن كل هذه الأدوار والأفعال والتطوير قام به مسؤول واحد اسمه خالد الفيصل بن عبدالعزيز كان يمثل من 18- 10-1386هـ إلى 21-12- 1391هـ في منصب مدير عام رعاية الشباب ارتقى بإدارته إلى أن جعلها إدارة عامة عام 1388هـ بموجب قرار مجلس الوزراء وقدم مشروعه العملاق الذي اعتمد بعد انتقاله من رعاية الشباب إلى إمارة منطقة عسير، وهو تحويل رعاية الشباب إلى مؤسسة عامة لرعاية الشباب فاعتمدت من الملك فيصل رئاسة عامة لرعاية الشباب بعد تقديمه لذلك المشروع بعدة سنوات. لقد حرصت أن يكون أخي عبد الله من أوائل من حصل على إهداء من كتابي: (قصيدة خالد الفيصل الأولى) الموجود فيه كل التفاصيل الدقيقة حول هذا الموضوع، في أضخم عمل تاريخي عن مرحلة رعاية الشباب في تلك المرحلة، ولكن يبدو أن أبا طارق لم يقرأه ولم يستفد منه أو أنه نسي. أما إذا كان لدى العزيز أبو طارق عبد الله بن جار الله المالكي إجابة أخرى فإن الصيف وحرارته كفيلان بإذابتها وإظهار الحقيقة، إلا اذا كانت قرارات مجلس الوزراء ليست معتبرة لديه، ولديه تاريخ خاص به، فذلك الوقت أرفع يدي، والآن أستغفر ربي وأتوب إليه من قبل ومن بعد.. والله الهادي إلى سواء السبيل.. وختاماً تقبلوا فائق تحياتي وتقديري.

المؤرخ - محمد علي القدادي



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد