Al Jazirah NewsPaper Friday  31/07/2009 G Issue 13455
الجمعة 09 شعبان 1430   العدد  13455
الزميل عبدالمحسن الجحلان يكشف لـ(الجزيرة) جوانب شخصية من حياة فقيد الإعلام السعودي:
أمَّن مستقبل أشقائه وفتح بيوت أسر تعيش حالياً بقالب العز

 

** قبل أيام قلائل ودّع نائب رئيس تحرير جريدة الرياض سابقاً الأستاذ محمد الجحلان الحياة بعد صراع لم يدم طويلاً مع المرض، وقد تناثرت العديد من الأقلام التي رثت الفقيد وكشفت العديد من الخصال الحميدة التي كانت يتمتع بها في تعامله مع الآخرين وأسلوب إدارته للعمل إبان ما كان يدير دفة العمل في جريدة الرياض حيث كان الرجل الثاني ويمثل ثقلاً في تعبئة جنبات الإدارة داخل أروقة الجريدة، ولعل حسه الصحفي ومهنته الفائقة أعطته مساحة لأن يرسم عطاءات في قلب العمل الصحفي وبعيداً عن الجوانب العملية التي عرفها الكثير عن فقيد الصحافة استضفنا شقيق الأستاذ محمد الجحلان - رحمه الله - الزميل عبدالمحسن الجحلان ليحدثنا عن بعض الجوانب الحياتية والشخصية داخل منزله وخارجه وطريقة تعامله مع الأسرة وأبنائه وأصدقائه وبمعنى كشف الوجه الآخر للإعلامي الراحل.



* في البداية كيف كان الفقيد يتعامل مع أسرته وتحديداً والديه وأشقائه وأبنائه؟

- أخي (محمد) كان قليل الكلام وفي الوقت ذاته -رحمه الله- كان لا يكثر من التوجيه ولكن حينما يسدي إليك التوجيه تجد أنك استقيت معلومة متكاملة تفيدك في حياتك العملية، وفي الغالب لا يناقش أحداً إلا إذا تطلب الوضع ذلك ولا يمكن أن يخوض في جدلية لأنه بطبيعته حريص على عدم جرح الآخرين وبالتالي يتعامل مع أفراد الأسرة والجميع من منطلق التوجيه الهادئ لأشقائه وأبنائه وفي الوقت ذاته كان باراً بوالديه حتى أنني لا أتذكر أن قال كلمة (لا) لأبي -رحمه الله- أو أمي -أطال الله في عمرها.

* هل فعلاً الفقيد كان له تأثير في مستقبل أشقائه وخلال حياتهم العملية؟

- من دون شك، فأشقاؤه الأربعة جميعاً فتح لهم باب المستقبل ودعمهم مادياً ومعنوياً حتى تمسكوا في تلابيب الحياة، بل إنه كان يعطي مادياً بسخاء ولا يتوانى في مجابهة أي ظروف تمر على أشقائه، ومساعدته ودعمه لم يقتصر على أشقائه فحسب فشقيقاته كان لهن نصيب من الاهتمام.

* هل تعتقد أن ذلك دين ستردونه لأبنائه بعد أن فقدوا والدهم وهم في مقتبل العمر؟

- أبو خالد -رحمه الله- كان حريصاً على وضع أبنائه في جادة الطريق الذي يؤدي إلى المستقبل الآمن.. وبالنسبة لرد الدين فلا أعتقد أن أحداً يستطيع تحقيق جزء من الإيثار والتسامح الذي كان يصنعه أبو خالد مع أشقائه ولكن سنجتهد لتحقيق ولو جزء مما حققه الفقيد لنا.

* حديثك السابق يؤكد علو أخلاقيات الفقيد وإيثاره وكرمه، هل يعني ذلك أنه ممتد للآخرين حتى من خارج الأسرة؟

- رجل يتحلى بهذه الصفات الفطرية لابد أن يكون كذلك مع الجميع فمن دون شك كان صاحب أياد البيضاء.. ممتدة لجميع آفاق أسرته والأقارب وكل من يشعر أنه محتاج بل إنه في آخر أيامه كان يساعد المحتاجين ومن يشعر بعوزهم حينما كان يعالج في أمريكا، أيضاً هناك (سر) لم يكن يعرفه الكثير إنه ساهم في فتح بيوت بعد أن أمن لأصحابها الوظيفة الآمنة وبالتالي ساعدهم ذلك على الزواج والسير في ركب الحياة.. هكذا كان صاحب قيم إنسانية متأصلة في وجدانه.

* وماذا كان برنامجه بعد أن ترك مهنة المتاعب والمصاعب؟

- بعد أن ترك العمل بجريدة الرياض أصبح أكثر التزاماً والتصاقاً بالمسجد، وتردد على بيت الله الحرام بالحج والعمرة ولم ينس نصيبه من الدنيا حيث تفرغ للتجارة الحرة.. بعد أن استقال من الرياض - الجريدة - قبل عشرة أعوام ونيف.

* ما هي الأماكن التي كان يحب الجلوس فيها خلال فترات رغبته بالاستجمام؟

- بالاستراحات الخاصة داخل مدينة الرياض ويعشق السفر لبعض الدول العربية وتحديداً مصر ومن الدول الأوروبية فرنسا.

* من كان أقرب الناس إليه من الإعلاميين على حياة الفقيد؟

- من أصدقائه الخاصين في الآونة الأخيرة يعتبر الأستاذ عبدالله بن جعيثن الكاتب المعروف هو الأقرب والأكثر التصاقاً به وربما يقضي معه ساعات طويلة ويلتقيان بشكل شبه يومي.. ومن العائلة بلا شك الوالدة (أم محمد) إلى جانب محدثكم فقد كان بيننا أريحية كبرى، وأنا كنت المسؤول عن إنهاء العديد من أعماله الحكومية، أيضاً الشقيق الأصغر (ناصر) هو الآخر يجمعهما ألفة خاصة منذ نعومة أظافر الأخ ناصر.

* ماذا بقي في ذاكرتك عن فقيد الإعلام السعودي!!؟

- رحل شقيقي الأكبر عن هذه الدنيا الفانية، ولكن بقيت سيرته النيرة وسمعته الطيبة، وأعتقد أن توافد المصلين والمعزين بمختلف شرائح وأطياف المجتمع للصلاة عليه لا شك يجسد ما كان يتمتع به شقيقي الراحل من حب وتقدير وهذا عزاؤنا الوحيد أنه ترك سيرة عطرة في نفوس ووجدان كل من عرفه وتعامل معه عن كثب.. تغمده الله بواسع رحمته.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد