Al Jazirah NewsPaper Friday  31/07/2009 G Issue 13455
الجمعة 09 شعبان 1430   العدد  13455
أول منهاج عربي يوظف أحدث نظريات علم النفس التربوي الحديثة
أنوس المفكر شخصية عربية إسلامية كرتونية للأطفال

 

الجزيرة - بندر الرشودي

إنتاج علمي متميز وابتكار علمي تربوي حديث جسدته الباحثة العربية مها شحادة في ابتكارها المتميز: نموذج التفكر التعليمي الذي يعد النموذج الأكثر حداثة الذي يهدف إلى تحويل مهارة التفكر إلى نشاط إجرائي في الغرفة الصفية.

وقد عملت الباحثة شحادة على بناء النموذج المبتكر ووضعت له آليات وأدوات محددة يتم العمل من خلالها على بناء الإيمان وغرس حب الله في نفوس الأطفال، بالإضافة إلى تنمية قدرات التفكير الإبداعي والتفكير الناقد وجملة من الذكاءات المتعددة في الوقت ذاته، ويساعد في تطوير السلوك الأخلاقي، وبذلك فإن هذا النموذج يعمل على تنمية الطفل تنمية متكاملة، روحية ونفسية وعقلية وسلوكية.

وعمدت الباحثة شحادة المتخصصة في علم النفس التربوي في تأليف منهاج تفكر مع أنوس - المنهاج الإبداعي الشامل في بناء إيمان الطفل المسلم وشخصيته وإبداعه - ليحمل رؤية إسلامية معاصرة، انبثقت فلسفتها من حاجة المؤسسات التربوية والأسرة العربية المسلمة إلى مناهج تبني هوية الفرد وشخصيته في ضوء قيمنا العربية والإسلامية، مع الجمع والإفادة من الخبرات العالمية في المجال التربوي، خصوصاً في مجال بناء الشخصية وتنمية التفكير والإبداع والذكاء.

وقد استغرق هذا البحث العلمي ما يزيد على اثني عشر عاماً من البحث والتجريب اطلعت فيه الباحثة على العديد من المناهج والأبحاث العالمية المتخصصة منها أعمال الباحثة ديبورا بلمر في بناء تقدير الذات وأعمال الباحثة دايان شلنج في الذكاء العاطفي وغيرها الكثير، حيث أفادت منها الباحثة في بناء منهاجها واعتماد الاستراتيجيات الحديثة التي تعمل على بناء تقدير الذات وتعزيز ثقة الطفل بنفسه وتنمية الإبداع والتفكير الناقد وجملة من الذكاءات المتعددة.

وتشير الباحثة مها شحادة إلى أن المنهاج يهدف إلى التنمية المتكاملة التي تتضمن البناء الروحي والنفسي والعقلي والاجتماعي للطفل حيث اعتمدت في موضوع التنمية الروحية على نموذج التفكر الذي يعمل على بناء الإيمان من خلال التفكر في آيات الله في الأنفس والآفاق، أما في مجال التنمية النفسية فقد اعتمدت على أهداف بناء تقدير الذات وتنمية الذكاء العاطفي عند الطفل للعمل على بناء الدافعية الذاتية والإنجاز.

وفي مجال التنمية العقلية أشارت الباحثة إلى الإفادة من استراتيجيات تنمية الإبداع والذكاءات المتعددة لبناء الإبداع والتميز عند النشء.

ومن ثم تمكنت الباحثة من ترجمة كل المجالات السابقة إلى أرض الواقع من خلال التنمية الاجتماعية التي اعتمدت الباحثة فيها على بناء السلوك الأخلاقي للطفل من خلال استراتيجيات حديثة تعمل على بناء وتعزيز منظومة القيم عند الأطفال.

ومن هنا جاءت الرؤية الشاملة لهذا المنهاج: تربية متكاملة نحو جيل مبدع، وتحقيقاً لهذه الرؤية الشمولية المتكاملة جاء تميز هذا المنهاج الذي يعد المنهاج الأول والفريد الذي يستخدم عبادة التفكر كمنهجية لبناء الإيمان بأبعاده المعرفية والوجدانية والسلوكية، حيث استطاع بناء تقدير الذات من خلال التفكر في إكرام الله وعطائه مع الجمع والإفادة من نظريات بناء تقدير الذات العالمية، إضافة إلى كونه منهاجاً يرعى الموهبة والإبداع حيث ينمي كل درس من دروسه مهارات التفكير الناقد والإبداعي والذكاءات المتعددة مع الاستفادة من نظرية التعلم المستند إلى أبحاث الدماغ.

وأشارت الباحثة شحادة إلى اختيارها لشخصية أنوس كنموذج للطفل المسلم المثال، يتمثل به الأطفال ويحاكونه في حبه لله تعالى وحرصه على نيل مرضاته، وشغفه العجيب في طرح التساؤلات حول نفسه والوجود من حوله، لتعكس تأملاته وتفكراته غرساً إيمانياً يشرق على وجدان الأطفال، يوقظ ضمائرهم ويهذب أخلاقهم ويقف بهم على غايات وجودهم الإنساني، ذلك أن أفكار أنوس وتساؤلاته تحاكي علامات الاستفهام الكثيرة التي تجول في نفوس أطفالنا ويعجزون عن التعبير عنها أحياناً وعليه جاء أنوس ليعزز موهبة الأطفال في التساؤل والبحث ومن ثم إيجاد كل الإجابات التي تشبع ما في نفوس الأطفال من فضول وحب للمعرفة والتعلم والاكتشاف وبالتالي التميز والإبداع.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد