Al Jazirah NewsPaper Monday  03/08/2009 G Issue 13458
الأثنين 12 شعبان 1430   العدد  13458
ربيع الكلمة
أين ذهب الرجال ؟!
لبنى الخميس

 

عنوان مقالي اليوم أصبح تساؤلا موجعا ومؤلما، وتوقفا عميقا للتفكير والتساؤل يقابله شح ٌ وجهل ٌ بالإجابة!.

لطالما حلمت النساء عبر التاريخ برجل ثري ووسيم ذي سلطة ومال وجاه تفتخرن بوجوده بجانبهن وليغذي اختياره لهن ثقتهن بأنفسن وكبريائهن أمام النساء والعالم.

هذه الحقيقة كانت جلية وحاضرة في كل مراحل الأزمنة، ولكن المرأة العربية اليوم لا تبحث عن تلك المظاهر، ولم تعد تغريها المناصب والأرصدة، ولم تعد العيون الحادة والطول الفارع من ضمن المواصفات التي لا تتنازل عنها.

مطالبها اليوم، وأحلامها في مثل هذا الزمن، تتلخص وتُختزل في كلمة واحدة، وصفة لها الأولوية (رجل).

هو ما نبحث عنه نحن النساء، وهو ما ندعو الله أن يكثر منه في هذا الزمن لنشعر بأنوثتنا وطبيعتنا الرقيقة الهادئة.

و كم من امرأة مستعدة لبيع ما وراءها وما أمامها ليكون لها زوج وأب أو ابن.

من قال إننا نهجس بتلك الفحولة التي تباع في الصيدليات؟؟

أو تلك الذكورة التي تتباهى بالساعات الثمينة والسيجار العتيق والسيارات الفارهة والنسب .

و من قال إننا نحلم بالأرصدة والقصور والمهور الضخمة؟؟

و ما غلاء المهور اليوم إلا دليل أو احتجاج على عدم استحقاق الذكور وأشباه الرجال على الأنثى.. ولا أعمم!!

و كما تقول أحلام مستغانمي ما نريده من الرجال لا يباع ولا يمكن للصين ولا لتايلاند أن تقوما بتقليده!.

ذلك أن الشهامة والشموخ والفروسية والأنفة والعزة وبهاء الوقار، ونبل الخلق والترفع عن الأذى وستر الأمانة العاطفية، والسخاء العشقي الموجع في إغداقه، والاستعداد للذود عن شرف الحبيبة بكل خلية وحتى آخر خلية، ومواصلة الوقوف بجانبها حتى بعد الفراق، والغيرة عليها وعلى كل ذرة من جسدها أو روحها أو عقلها واحترام ميولها وتقبل عيوبها وإشعارها بأنوثتها وإخبارها باللسان أو بالقلب أو بالعين أو بالقلم أو حتى بعرق الجبين أنها أغلى ما في الوجود..

تلك خصال للعمر ليست للبيع، ومجرد سردها هنا يشعرنا بفداحة خسارتنا وضآلة وشُح ما في حوزتنا.

اليوم أصبحنا نسمع كل يوم تقريباً عن زوج يضرب زوجته وأطفاله بلا رحمة، وزوج يخون زوجته مع الخادمة وآخر يعود لبيته آخر الليل ثملاً ويضرب زوجته التي بقيت ساهرة طوال الليل بانتظار أن يشاركها السرير والحياة!.

و آخر.. يفضل بنات الليل ويدفع مبالغ عالية- بيته بحاجة إليها- للحصول على ليلة سوداء -عفوا - أقصد (حمراء) مع غريبة وزوجته النظيفة المحبة هناك دائما من أجله.

و غيرها الكثير الكثير من قصص وحكايا لنساء تصدرت قصصهن الصفحة الأخيرة، وكانوا أبطال صفحات التحقيقات في المجلات!!

فمنهن من ظُلمت وعُنفت وعادت مكسورة مهمَّشة وهي تحمل بيدها رضيعا وبيدها الأخرى طفلا وفي داخلها قلباً مكلوماً وممزقاً.

واقعنا اليوم مؤلم ومخجل وخسارتنا - نحن النساء- بحجم آلامنا وآمالنا أو أكبر.

و للإنصاف والأمانة، هناك رجال أفاضل يملأون الحياة والمجتمع من حولنا بالفضيلة والطمأنينة والسلام.

لهؤلاء الرجال أعتذر وأقول لهم: كم نحن بحاجتكم وسنظل نحلم أن تكون لنا بكم قرابة.. أن نكون لكم أمهات وبنات أو زوجات و تكونوا أنتم القادة والقدوة والمثل الأعلى والأجمل.

و في الجانب الآخر، هناك نساء هدمن بيوتهن بأنفسهن، وكنّ سبباً في ضياع الأسرة بإهمالهن لبيوتهن وابتعادهن قلبا وقالبا عنها؛ فمجتمع النساء ليس ملائكيا بطبيعة الحال.

و سأتحدث يوما بإسهاب أملا بالإصلاح، ولكي لا أقع في فخ التحيز لبنات جنسي.. والله من وراء القصد.

نبض الضمير

(أيها (الرجال الرجال) سندعو الله طويلا كي يملأ بفضيلتكم مجددا هذا العالم، ويساعدنا على نسيان الآخرين).

أحلام مستغانمي






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد