Al Jazirah NewsPaper Monday  03/08/2009 G Issue 13458
الأثنين 12 شعبان 1430   العدد  13458
الطب الوقائي ومكافحة الحريق!

 

تمثل الخدمات الصحية الغطاء المتكامل لحماية المورد البشري الذي يعد وقود النمو والتنمية، وتتصدى وزارة الصحة في بلادنا لأعباء هذه المهمة بجهد ودعم كبير سخي من قيادة هذه البلاد يترجم أولوية صحة المواطن والمقيم في الخطط والإنفاق، ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الوزارة فإن البعض مايزال يصنفها وفق إطار الصورة النمطية التي تنظر إليها كجهاز مكبل بمهام وظيفية متعاظمة واختصاصات متقاطعة، تتداخل فيها المسؤوليات، أو أنها على سبيل المثال (مكافح حريق) تقليدي يغيب فيه الدور الحقيقي للطب الوقائي.

ومع انتشار جائحة إنفلونزا الخنازير (H1N1) في أصقاع العالم شماله وجنوبه، شرقه وغربه، وصعوبة الحصول على دواء ناجع يستطيع مكافحته أو منع الإصابة به، وتسابق مراكز الأبحاث الحيوية و الطبية لشركات الأدوية الكبرى لاكتشاف مصل يقضي عليه، تبرز الحقيقة الواضحة أن أحد أفضل الحلول المتاحة الآن لمكافحة هذا الوباء هي الوقاية والاحتراز من الإصابة، فدرهم وقاية خير من قنطار علاج.

والدكتور عبدالله الربيعة وزير الصحة الذي لم يتجاوز شهوره الأولى في منصبه كوزير عرفناه جراحاً ماهراً وطبيباً فذاً، يقف أمام تحديات كبيرة، ويصنع إنجازات أكبر، ولعلنا أن نشهد في سجل إنجازاته - بإذن الله - تطور ملف الطب الوقائي وخططه التي ينبغي مراجعتها وتفعيلها لتتحول إلى برامج يومية تطبق بشكل مستمر، فنحن الآن على مشارف موسم العمرة في رمضان المبارك ثم عودة الطلاب والطالبات للمدارس والجامعات ثم موسم الحج متزامناً مع بداية دخول فصل الشتاء والتي ينبغي على تلك الخطط الوقائية استشعار جميع متغيراتها المحتملة، كما ينبغي العمل على غرس الوعي الطبي الوقائي في العاملين في خدمة الحجاج وموظفي الفنادق ودور الإيواء والمطاعم بالإضافة إلى برامج توعية للمعتمرين، ويجب أن لا تتوقف برامج الوعي عند هذه المواسم بل تتجاوزها إلى توعية الطلاب والطالبات مع بدء العام الدراسي؛ ففي فترات التخوف من انتشار الأمراض يصبح الوعي الوقائي أنجع أساليب المواجهة بلا منازع.

***






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد