Al Jazirah NewsPaper Wednesday  05/08/2009 G Issue 13460
الاربعاء 14 شعبان 1430   العدد  13460
السياحة بين تقديم الخدمة وتعميم الثقافة

 

السؤال المحوري لدى المهتمين بسياحتنا الداخلية ما يزال: هل السياحة خدمة تقدم أم ثقافة تعمم؟ والإجابة على سؤال كهذا تعني تحديد مسار أعمالنا التطويرية وبرامجنا السياحية وإعادة صياغة تصور جديد لا يلغي القائم، إنما يكمله ويعزز فرص نجاحه واقعاً، فإن كانت السياحة في مفهومها (خدمة) فهي تتطلب إمكانات مادية ومقومات طبيعية وخدمات تجارية وغير ذلك في كل منطقة معتبرة سياحياً على مستوى المملكة، أما إذا كانت (ثقافة) فهي مرتبطة بالقيم الاجتماعية والعادات والتقاليد لكل منطقة.

وأقرب الإجابات توافقاً بين الرؤيتين للإجابة عن هذا السؤال المحوري حول السياحة الداخلية تقول إنها ذات بعدين مادي وهو (الخدمة) ومعنوي وهو (الثقافة)، وأن السياحة دون أحدهما هي (ناقصة)، ما يعني وجوب العمل على تكاملهما في كل الأعمال والخطط السياحية التي تضطلع بها الهيئة العليا للسياحة، خصوصاً أن الهيئة قامت وتقوم بجهود كبيرة وفاعلة أحدثت نقلة نوعية في سياحتنا على مستوى إستراتيجية التطوير السياحي، والاستثمار السياحي والآثار والقرى التراثية والبرامج والأنشطة، فضلاً عن دعمها لكل الفعاليات والأنشطة السياحية والصيفية في جميع مناطق المملكة.

إذاً مع هذه النقلة التي يلمسها المواطن خلال السنوات القليلة الماضية لابد من تعزيز (البعد الثقافي) في الشأن السياحي لدى المواطن السعودي، كونه خط التماس الأول مع هذا الشأن الحيوي، من خلال برامج توعوية وإرشادية تُسهم في رفع مستوى وعيه بأهمية السياحة باعتبارها مورداً مالياً ورافداً اقتصادياً مهماً، وأنه - أي المواطن - حجر الزاوية في التواصل الفعلي والمباشر مع السائح الداخلي أو الخارجي الزائر لمدينته أو منطقته مع خلال تعزيز التواصل معه بالمعاملات الإنسانية والخدمات السياحية، التي تؤثر إيجاباً في سمعة الوطن السياحية كما ينبغي على الهيئة توسيع دائرة الوعي المجتمعي بالآفاق الواسعة التي يقدمها هذا القطاع فيما يتعلق بخلق فرص العمل وقدرته على عكس صورة حضارية مشرقة عن المملكة.

****




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد