Al Jazirah NewsPaper Sunday  09/08/2009 G Issue 13464
الأحد 18 شعبان 1430   العدد  13464
عدد من المختصين لـ«الجزيرة»:
الخطاب التاريخي يدل على مدى تواصل المليك بقضايا الأمة

 

الرياض - منيرة المشخص

أكد عدد من المختصين إن الكلمة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله إلى الشعب الفلسطيني ما هي إلا دليل آخر يؤكد حرصه رعاه الله على مصلحة العرب عامة والفلسطينيين خاصة على نبذ الخلافات فيما بينهم والترابط والتآخي ضد العدو الأول لهم وهو المحتل الإسرائيلي.

ففي البداية يقول الدكتور خالد السبيت نائب رئيس قسم العلوم الإنسانية في كلية الملك خالد العسكرية: الخطاب يدل بنصه ومعناه ومن أوله إلى منتهاه على مدى التواصل الذي يربط شخصه الكريم بقضايا أمته، وهو يحفظه الله يغتنم كل فرصة مواتية يقدم فيها النصح والمشورة للقضية الفلسطينية التي طالما عالجها قادة بلاد الحرمين منذ مؤسسها الملك عبدالعزيز يرحمه الله ومروراً بجميع ملوكها الكرام، وأردف السبيت: ما قرأته من محتوى الخطاب يعتبر امتداداً لهذا المنهاج القويم من تقديم النصيحة الأخوية الصادقة من قلب مسلم إلى إخوانه تنفيذا لتوجيه القائد الأول لهذه الأمة نبيها العظيم عليه الصلاة والسلام عندما قال: (الدين النصيحة)، ويضيف د. السبيت: ولأن خادم الحرمين كان على اطلاع دائم على المشكلة الفلسطينية وكان دائم التوجيه لها بما ينفعها؛ فقد وضع يده على أس المشكلة عندما حذر من التباين في المواقف الداخلية للصف الفلسطيني وشدد على أهمية الوفاق لضمان النصر بدلالة المنطق في تأثير الخلاف على تماسك الأمة في مواجهة العدو فضلا عن الدلائل الشرعية التي نصَّت على هذا الأمر بجلاء.

من جانب آخر يقول غسان جواد الكاتب السياسي في جريدة اللواء اللبنانية إن كلمة خادم الحرمين تعبر عن حرصه وحرص المملكة على الوحدة الداخلية الفلسطينية وترسم طريق الخلاص للفلسطينيين عبر التوحد وإعلاء شأن التفاهم والحوار، مشيراً أن كلمته - حفظه الله - لم تأت من فراغ، فهي نابعة من تاريخ طويل من الرعاية الأبوية والأخوية التي مارستها المملكة تجاه القضية الفلسطينية. وليس ضروريا التذكير بمواقف المملكة وأياديها البيضاء تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة منذ ان كانت القضية ومنذ جرى احتلال فلسطين على أيدي اليهود.

وبين جواد: ان كلمة خادم الحرمين ركزت على وحدة الشعب الفلسطيني خدمة لقضيته. وهي خارطة طريق صادقة وجدية للوصول إلى الهدف الفلسطيني المنشود وهي قيام الدولة والتحرر والاستقلال. والحق أن خادم الحرمين يقول كلامه هذا بشكل منزه عن المصالح وعن الغايات السياسية. ولو توفر للفلسطينيين أخوة آخرون يتحدثون إليهم كما تتحدث إليهم المملكة على لسان عاهلها، لكانت توفرت لهم سبل الخلاص والخروج من نفق الانقسام والعودة إلى صفاء الثورة ونقائها.

ويؤكد غسان بأنه: (ليس للمملكة أية مصالح خاصة من خلال تعاطيها في الملف الفلسطيني، وقد كانت على الدوام تتعاطى مع هذا الملف من منطلق عربي وإسلامي، وعلى اساس المسؤولية الدينية والأخوية، ولم تحاول المملكة يوما ان تمرر مصالحها من خلال القضية الفلسطينية كما تفعل دول أخرى. ويؤكد غسان جواد في ختام حديثة انه): لو توفر للفلسطينيين كلام مشابه لكلام خادم الحرمين الشريفين من حيث الحرص والصدق والأخوة بالله، لكانت القضية الفلسطينية قد وجدت طريقها للحل منذ زمن بعيد.

وحول الموضوع ذاته قال مطلق العنزي وهو إعلامي مختص في الشأن السياسي: جاءت رسالة خادم الحرمين تعبيراً عن نبض كل سعودي وعربي ومسلم. وخادم الحرمين قائد الوحدة العربية صاحب مبادرات فذة لرص صفوف العرب من أجل القضية الفلسطينية، والذي يعرف الملك عبدالله يعرف أن كلماته تنبع من فؤاد صادق ومهجة غيورة على الحق والسلام والكرامة الإنسانية حيثما كانت وانتسبت.

وبين مطلق أن: خادم الحرمين يدرك أن الفرقة بين الفلسطينيين هي وجه آخر للعدوان الإسرائيلي، بل هي أخطر منه نفسه لأن إسرائيل خطر خارجي، بينما الفرقة هي جرثومة تأكل الجسد الفلسطيني من الداخل وتجرده من القدرة على المقاومة والتصدي وتجعله ينشغل بنفسه بينما يتفرغ العدو لإكمال مخططاته وأحلامه في الأرض المباركة.

ويختم حديثة قائلا: والأحوال التي وصلت إليها الساحة الفلسطينية تفطر قلب كل غيور. فكيف بخادم الحرمين الشريفين الذين سهر الليالي وتحمل الكثير من أجل القضية الفلسطينية، وهو يشاهد الخلافات السياسية الدنيوية والهموم المصلحية الشخصية والحزبية الصغيرة تعصف بهذه القضية الكبرى التي كلفت العرب والمسلمين الكثير من الذل والدموع والمال والكرامة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد