Al Jazirah NewsPaper Sunday  09/08/2009 G Issue 13464
الأحد 18 شعبان 1430   العدد  13464
لما هو آت
الأذن... قبل العين أحيانا!
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

للمبدع حسّه الرهيف، ولفظه الظريف، وخياله الشَّفيف، وتعبيره اللَّطيف

ومن أجمل ما قاله: (والأذن تعشق قبل العين أحيانا)، وليس العشق وقفاً على الشغف بين الرجل والمرأة في توظيف المشاعر نحو طبيعتها وإدراجها في مسار فطرتها، بل ينصرف في كثير إلى عشق المناظر الطبيعية الخلاَّبة، تلك التي تبسط للإنسان بجمالها روعة صنع الله، تسمع عنها فتحلم أن ترتادها وتحمل على قدميك نحو دروبها، لتمتع بهبات الله في كونه، ودلائل معجزاته تعالى في خلقه، أو المواقع الأثرية الأمينة تلك التي تحفظ لك بصمات الفاعلين ممن بنوا فأعلوا، أو حاربوا فأبلوا، أو جددوا فأبقوا، وتركوا وراءهم مواقع دارسة، وأصابع لامسة، وأصواتاً هامسة أن تعالوا لتروا ولتعلموا ما فعل غيركم، وحصدتم أنتم، وقد ينصرف هذا الدفق الشعوري نحو تراث أدبي أو شخوص عبقرية، أو حصاد باق، أو أعمال ناطقة، أو أناس قائمين على صعيد الحياة في الظل لكنهم عيون الشمس..

للأذن أدوارها ولكن؟ من الناطق فيها، المرسل إليها صوته ليصل به إلى مرتبة عشق ما يفضي إليها؟..

ألا يحدث أن تحمل على قدميك لترى وتبصر ما عشقته سماعاً، فإذا بالناقل قد أغراك أذناً، فخيبت عيناك نبضك..؟

فالعين أصدق، أم الأذن؟

ربما يحتاج الإنسان أن يخفّف من قبح من وما في الحياة بوهم السماع أحياناً.. بينما هو يحتاج لأن يبرهن لنفسه وفق مقياسه الذاتي ببصمة عينه مطلقا.

فالعين لا تعشق أحياناً، إذ لا محك راجحاً عنها إلا أن تصدّقها أو لا تفعل.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد