Al Jazirah NewsPaper Thursday  03/09/2009 G Issue 13489
الخميس 13 رمضان 1430   العدد  13489
ماذا يُخطَّط لليمن؟!

 

لم يعد الوضع في قُطْر ما منفصلاً عما يُخطَّط لإقليمٍ ما، أو منطقة جغرافية في العالم؛ فالحروب المحلية وحتى الحروب التي يتورَّط بها قطران أو أكثر هي مقدمة لحروب أشمل، أو تمهيد لحروب إقليمية، وهذا بالضبط ما يُخطَّط للمنطقة العربية، وبالتحديد، لإقليم الجزيرة العربية والخليج العربي، فالأحداث التي ينظر إليها البعض على أنها تخص قُطْراً بذاته هي في الواقع جزء من خطة مركَّبة موضوعة لتوريط أكثر من قطر، هكذا ينظر المخططون الإستراتيجيون والمهتمون بالأوضاع الأمنية إلى ما يحدث في اليمن وعلاقته بالأوضاع في أفغانستان، وما يحدث في العراق وعلاقته بالأوضاع في إيران وعلاقة كل ذلك بالأقطار الأخرى في الإقليم والمنطقة العربية، بل وأبعد من ذلك ليشمل منطقة الشرق الأوسط - بالتحديد- بما وضع لها من تمدد جغرافي يشمل تركيا وأفغانستان، وحتى باكستان ودول آسيا الوسطى التي كانت تشكل جزءاً كبيراً من الاتحاد السوفياتي.

فالمخططون الإستراتيجون يربطون ما يجري في اليمن من فتح جبهات إشغال للحكومة اليمنية، بدءاً من عمليات التلويح بالانفصال بالجنوب والنشاط المتزايد لتنظيم القاعدة وأخيراً عمليات المتمردين الحوثيين ويرون فيها فتح جبهات أوسع وأكبر لنقل عمليات الإرهاب الدولي إلى اليمن، ويرون -حتى وإن لم يعلن- أن هناك تحالفا وتفاهما بين تنظيم القاعدة والحوثيين والانفصاليين، وأن هذه الأطراف تعمل من أجل تحقيق أجندتها؛ فالقاعدة يطمعون إلى نقل نشاطهم الإرهابي إلى اليمن بعد أن تم التضييق عليهم في باكستان ومحاصرتهم في أفغانستان، أما الانفصاليون فيجدون في انشغال القوات اليمنية العسكرية في عمليات حربية ضد الحوثيين والأجهزة الأمنية في التصدي لتنظيم القاعدة، سيعطيهم الفرصة لتحقيق مطلبهم في الانفصال. أما الحوثيون الذين يجدون دعماً مادياً وعسكرياً ولوجستياً من إيران، فإنهم يطمحون إلى إنشاء (دويلتهم) التي يراد لها أن تكون شبيهة بما أقامه حزب الله في جنوب لبنان وهناك تنسيق بين تنظيم القاعدة في اليمن والذين يطلقون عليه تنظيم الجزيرة العربية، وبين الحوثيين وأن التنسيق يتم عبر إيران، وبالتحديد من قبل ضباط فيلق القدس، والهدف الاستحواذ على اليمن من قبل تحالف القاعدة والحوثيين بتوجيه من إيران، والهدف تحويل اليمن إلى قاعدة دولية للإرهاب ودعم الحوثيين وتنظيم القاعدة لتمتد إلى باقي دول الجزيرة العربية وتحويلها إلى وضع مشابه لما كانت عليه باكستان التي كان تنظيم القاعدة الدولي يريد أن يجعلها رافداً وامتداداً لأفغانستان، وهو ما أفشله التحالف الغربي الباكستاني الذي يوشك أن يقضي على تنظيم القاعدة في باكستان وتقليص قوة طالبان في أفغانستان.

والسؤال: هل هناك قوى دولية متورطة في أحداث اليمن لتحويل هذا البلد المهم إلى قاعدة للإرهاب الدولي لتنفيذ أجندات ومخططات دولية يراد بها توريط المنطقة..؟!!

***




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد