Al Jazirah NewsPaper Tuesday  08/09/2009 G Issue 13494
الثلاثاء 18 رمضان 1430   العدد  13494
الحقيقة شمس
أبوس راسك يا وطن
رجاء العتيبي

 

الذين يسعون جاهدين لتقسيم المجتمع بين (نحن) و(هم), ويصمون (هم) بكل الشرور والأوخاز والفجور, في حين يصفون أنفسهم بأهل الخير والصلاح والتقوى, هؤلاء (المتطرفون) بطريقتهم تلك لا يريدون بالوطن خيراً, لأن ذلك يؤثر على الوحدة الوطنية ويجعل الناس (مع) أو(ضد) ما يحيل إلى صراع اجتماعي نحن في غنى عنه.

الوطن لا يقبل التقسيم, ولا يقبل المزايدات, ولا يحق لأحد أن يجعل منه بؤرة صراع فكرية أو فئوية, أو طائفية، أو إقليمية, فهو أكبر من الجميع وفضله عليهم لا حدود له, ومن يقسم المجتمع إلى دارين: دار التقوى ودار الفسوق, إنما يقسم الوطن ويشتت الأهداف ويفتت الرؤية.

إن الأسرة الحاكمة هي رمز الوحدة الوطنية, وهي تتواصل مع الجميع من دون استثناء, لا تغلب فئة على فئة، ولا ناس على ناس، ولا إقليم على إقليم وأن أي محاولة للمزايدة عليها، هو محاولة ضد الوطن. وأن أي استهداف أحد أفرادها من عناصر البغي والفجور هي محاولة ضد الوطن وضد الناس وضد الأمن وقتل النفس الآمنة هو قتل لكل الناس وأن سب المواطن وشتمه وتشويه صورته, هو سب وشتم للمجتمع.

وحتى نقطع الطريق على أي (مسعر) للحرب وأي (موقض) للفتن أو(مقسم) للمجتمع, ذلك الذي يهوى (تصنيف) الناس وإثارة الطائفية ويفتخر بأنه وجماعته التي يدين لها بالولاء أكثر عددا من جماعة خصومه علينا أن نستصدر قانوناً بحقه، يسمح بمحاكمته حفاظاً على الوحدة الوطنية وسعياً لإيجاد مناخ صحي يسهم في (التنمية) بعيداً عن الصراعات والبيانات والمزايدات.

الوطن هو الذي يستحق كل (القبلات), فبدونه لا يمكن أن ترى أبناءك الصغار يكبرون أمامك, وبدونه لن ترى شيئاً من أحلامك وبدونه ستظل كمن يتخطفه الطير خوفاً ورعباً وهلعاً والذي لا يعرف قيمة الوطن, ليذهب ساعة فقط, إلى دولة إفريقية تعيش صراعاً يومياً, عندها سيعرف أن الوحدة الوطنية أهم بكثير من رمي (الضمائر) النحوية بصورة عنصرية: نحن وهم.



Ra99ja@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد