Al Jazirah NewsPaper Tuesday  15/09/2009 G Issue 13501
الثلاثاء 25 رمضان 1430   العدد  13501
لقد خاب أهل الضلال وخسروا
سعود بن محمد بن عبدالعزيز آل رشود

 

نحمد الله العزيز القدير على نعمه ونشكره على فضله، كما نحمده أن منّ علينا بسلامة سمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية من محاولة أهل الكيد والضلال اغتياله، ونحمده أن خابوا وخسروا وأحبط كيدهم ورده عليهم ؛ وإنّ ذلك هو توفيق من الله عز وجل وحفظ لسموه الكريم وسعادة وفرحة غامرة للمجتمع السعودي وكل محب للمملكة وقادتها.

وإنّ من سمع تسجيل المكالمة الهاتفية بين سمو الأمير وذلك الهالك، ليجد المعاملة الطيبة والسماحة والصدق والوفاء بالاستقبال الحسن ومد اليد من المسؤولين والقادة لمن يريد التوبة والعودة إلى جادة الصواب، وليؤكد على سياسة الباب المفتوح لقادة هذه البلاد وعدم وضع الحواجز بينهم وبين المواطنين وكل من قدم لمقابلتهم وكل من يريد التوبة والعودة إلى الطريق الصحيح. ورغم ما يكيده أعداء الإسلام وحساد هذه البلاد المباركة وقادتها، وما يستخدمونه من أساليب مختلفة وملتوية إلاّ أنهم ولله الحمد والشكر يخيبون ويخسرون، لأن الله عز وجل هو الحافظ، ولأن هذه الدولة السعودية منذ أقامها الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - أسست على مناصرة الدعوة الإسلامية الصحيحة وعلى الكتاب والسنّة - بمساندة الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله - ونبذ الشرك والبدع والخرافات وتحقيق العقيدة السليمة ثم الدولة السعودية الثانية، وكذلك الدولة السعودية الثالثة أقامها جلالة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - على كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم وجعلهما دستور البلاد.

وإنه ليجب على كل إنسان أن يكون منصفاً وصادقاً مع نفسه وأن يحذر عندما ترد إليه أفكار أو أخبار وان يميز بين صحيحها وغبشها وسمها وعسلها، وألا يكون إمعة تصرفه الرياح، ولا دمية رخيصة في يد أعداء الدين وأعداء البلاد وأن يردها إلى كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يراجع أهل العلم الموثوقين، وأن يتيقن أن كل هذه الأعمال الضالة من القتل والتدمير واستهداف ولاة الأمر أو جنودنا البواسل أو مدخرات هذه البلاد أو المستأمنين والمعاهدين، ليست من الدين في شيء، بل هي من أعمال التخريب والإفساد في الأرض، وتصب في مصلحة أعداء الإسلام وأعداء هذه البلاد المباركة وحسادها، وأنه لا يجوز لأي أحد تكفير الأشخاص بعينهم ولا الحكم عليهم، لأنّ علمهم عند الله، ولا يجوز مفارقة جماعة المسلمين ولا الخروج على ولاة الأمر، وقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: (من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات مات ميتة جاهلية) رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم عليكم السمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة ..الخ. ولا يجوز قتل امرئ مسلم ولا مستأمن ومعاهد قدم لهذه البلاد بعهد وذمة لقول الله عز وجل {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (سورة النساء 93)، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لئن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من أن يراق دم مسلم وفي رواية لزوال الدنيا أهون على الله عز وجل من قتل امرئ مسلم) رواه البخاري. وكما روي في قصة أحد الصحابة في إحدى الغزوات عندما انقض على أحد الكفار لقتله نطق الكافر بالشهادة فقتله الصحابي فوبخه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال أقتلته وقد شهد ألا إله إلاّ الله فقال الصحابي لقد قالها خوفاً من القتل فقال صلى الله عليه وسلم أو ششقت عن قلبه ..... الخ.

ومما يدل على حرمة قتل المستأمن والمعاهد قول الرسول صلى الله عليه وسلم (من قتل نفساً معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً) رواه البخاري. وقوله صلى الله عليه وسلم: لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً ....الخ رواه البخاري.

كما أن الإسلام قد حفظ الضروريات الخمس ومنها النفس وإن أشنع ما يقوم به هؤلاء قتل أنفسهم وانتحارهم وفي ذلك وعيد شديد وتهديد كبير من الله عز وجل، ولقد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام (من حلف بملة غير الإسلام كاذباً متعمداً فهو كما قال ومن قتل نفسه بحديدة عذب بها في نار جهنم). رواه البخاري وفي رواية وأتى يوم القيامة يجرها بيده ... الخ...

ويجب على الإنسان التعامل بصدق وواقعية واعتدال وإنصاف مع الأحداث والمتغيرات ومع ما نعيشه من أمن وأمان ورخاء وعقيدة صافية لا فيها شوب ولا بدع ولا خرافات ولا إقرار لمنكرات ظاهرة ولا باطنة بل ويقضى عليها إذا علم عنها ويقبض على أهلها ويوقفون ويحالون إلى المحاكم الشرعية، وهذا خلاف ما تعيشه بقية دول العالم الإسلامي وحتى الدول المجاورة، وهذه ميزة وسمة من سمات هذه البلاد المباركة وولاة أمرها...

وإن جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله تعالى عندما أسس هذه البلاد أقامها على كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم وجعلهما دستورها ومصدر تشريع الأنظمة والحكم وجمع الله به الفرقة بعد الشتات والتناحر بين كل القبائل وبين القرى بعضها البعض، وأرخى الله عز وجل على يديه ومن بعده من أبنائه الملوك كل الخير والرزق ورغد العيش والحرص على إقامة الحدود والشعائر الدينية وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودعم القضاء واستقلاليته ... وحمى الله بهم الحرمين الشريفين وإعمارهما سنة بعد سنة وتطورت الخدمات في كل المجالات وكثرت الخيرات وعم الأمن والأمان وظهر الإخاء والعدل والمساواة والتقدم في كل نواحي الحياة، لنجاري بحمد الله وتوفيقه كل من سبقنا من دول العالم المتقدمة مع المحافظة على عقيدتنا الصحيحة وتعاليم ديننا الحنيف...

كما أن ما يقوم به ولاة أمرنا في هذه البلاد من ثبات في المواقف وصدق في التعامل ودعم للدين ومناصرة لقضايا الأمة الإسلامية في كل محفل سواء مادياً أو معنوياً ومساعدة للدول الإسلامية والمسلمين في كل أنحاء المعمورة وما يكون من دعم لأهل الخير والعلماء والدعاة في الداخل والخارج ورعاية لهو خير برهان على صدق التوجه والرعاية لأنهم ولله الحمد من حماة هذا الدين ورعاته ومن الدعاة إليه والمدافعين عنه...

وإنه يجب على الآباء مراعاة أبنائهم ومتابعتهم ومعرفة ما يقرأون ومع من يجالسون (فالصاحب ساحب). ولقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة) رواه البخاري...

وليبشر قادتنا وولاة أمرنا وعلماؤنا وسمو الأمير محمد بن نايف وجنودنا البواسل وجميع المخلصين الذين يبينون الحق وينصحون للدين والوطن وولاة الأمر، بأجر المرابطين والحراس في سبيل الله، فلقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: عينان لا تمسهما النار وذكر منهما عين باتت تحرس في سبيل الله...

وإن هؤلاء الفئة الضالة المندحرون والخاسرون لن ينالوا من ديننا وقادتنا وأمننا ووحدتنا شيئاً بإذن الله ولن يؤثروا فينا ولا من محاربتنا للأفكار الهدامة والضالة الخارجة، لأنّ الحافظ هو الله عز وجل وهو نعم المولى ونعم النصير، ونسأل الله أن يحفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ويحفظ لنا قادتنا وولاة أمرنا وعلماءنا وبلدنا الطيب بلد الحرمين ... إنه سميع مجيب.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد