Al Jazirah NewsPaper Tuesday  15/09/2009 G Issue 13501
الثلاثاء 25 رمضان 1430   العدد  13501
عرقلة تشكيل حكومة لبنان

 

يتم تشكيل الحكومات في الدول التي تأخذ بالنهج الديمقراطي، توافقاً وتحقيقاً لخيارات الشعب الذي اختار عبر صناديق الانتخابات ممثليه، وهكذا يسند إلى من حصل على أكثرية مقاعد النواب مهمة تشكيل الحكومة التي ستكون مراقبة من قبل المعارضة الذين لم تشفع لهم ما حصلوا عليه من مقاعد ليكونوا في الحكم.

في دول وأنظمة ولأسباب خاصة بها أو لتوافق مع تركيبات اثنية وطائفية يتم تشكيل الحكومات وحتى توزيع المناصب الرئيسة على المكونات الطائفية والعرقية لذلك البلد، وهو ما اتفق عليه بالتوافق الديمقراطي أو ما يسمونه بالتوافق الوطني، وهو ما يصهر الأكثرية والمعارضة في وحدة يطلقون عليها الحكومة الوطنية، وهذا ما بدأت تأخذ به لبنان منذ نهاية الحرب الأهلية لتجاوز جراح تلك الحرب.

هذا التوافق الديمقراطي الذي يلغي أهم مقومات العملية الديمقراطية لأنها تتجاوز تماماً ما أفرزته عملية الانتخابات ودور المواطن الذي اختار من يمثله، فالرابح في هذه الانتخابات والخاسر يتساويان في حظوظ تشكيل الحكومات، بل أكثر من ذلك يجعل للخاسر فرصاً أكثر لفرض خياراته من خلال (ابتزاز) الأكثرية بوصفها اشتراطات للاشتراك في هذه الحكومة حتى تحصل هذه الحكومة على صفة (الوطنية) لأن الأغلبية والأقلية مشاركون فيها، وهذا ما نراه الآن في لبنان، فرغم أن نواب الأكثرية والمشاورات النيابية والدستورية قد اختاروا السيد سعد الدين الحريري لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وما أن طرح اسم الحريري حتى بدأت الأقلية التي وضعها الناخب اللبناني في هذا الموقع تضع العراقيل وتفرض شروطاً لا يجرؤ حتى من حصل على الأكثرية المطالبة بها باعتباره الممثل الأكثر شعبية للمسيحيين مثلما يقول السيد ميشيل عون وبالتالي يريد الاستحواذ على المقاعد الوزارية الممنوحة لهم، ومن بينهم وزارتان سياديتان، أكثر من ذلك يطالب بتوزير صهره وتسليمه وزارة محددة..!! هذه الاشتراطات التي لا يقبلها أي نهج ديمقراطي ولا توافقي تحظى بمساندة وتأييد الأقلية التي ترى في دعمها لميشيل عون تخريباً لجهود الأكثرية ولتجريدها مما حصلت عليه في الانتخابات.

هذا ما يحدث في لبنان في البلد الذي كنا ولا زلنا نرى فيه النافذة الحضارية التي هبت منها رياح الديمقراطية إلا أن الطموحات الشخصية وخدمات أجندات لا تخدم لبنان ولا أهله أغرقته في دوامة تشكيل الحكومة التي لا يمكن أن تتم ما لم يتخلص الطامعون من أطماعهم وأحلامهم في تحقيق زعامات وهمية.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 8224










 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد