Al Jazirah NewsPaper Friday  18/09/2009 G Issue 13504
الجمعة 28 رمضان 1430   العدد  13504
المياه نواة لصراع إقليمي في الشرق الأوسط!
عبدالإله بن سعود المنصور السعدون

 

تميز القرن الماضي بصراعات ومخططات دولية للسيطرة على الموارد البترولية في الشرق الأوسط ابتداءً من إيران مصدق حتى عراق صدام والتي انتهت بالغزو العسكري الأنكلو- أمريكي لأرض الرافدين والتي تحوي بطون أراضيها نسبة عالية من المخزون البترولي العالمي.

وأخذت المياه الطبيعية حصتها الواسعة في أطماع الدول المجاورة للمحيط العربي وتأتي الدولة الصهيونية إسرائيل على رأسها فشكل غزو بيروت واجتياحها أطماعاً معلنة لسرقة مياه الليطاني وتمويل مجراه نحو الأراضي المحتلة في فلسطين وكذلك الحال بالنسبة لاحتفاظها (بمزارع شبعا) لغزارة المياه العذبة المستخرجة من عيونها وآبارها العميقة وتحويلها إلى السوق الإسرائيلي بأسماء تجارية للاستهلاك البشري وتبرز مياه بحيرة طبرية أيضاً هدفاً ومسبباً إستراتيجياً لمطالبة إسرائيل بكمية كبيرة من مياه هذه البحيرة لإدامة المزارع المحيطة بها والتي تشكل سلة هامة من الأمن الغذائي الزراعي الإسرائيلي!

إذا كانت هذه الأطماع والسرقات للثروة المائية العربية في عدو اغتصب حق أشقائها بالدين والمذهب أبناء الجنوب العراقي وتركت أبناء البصرة الفيحاء يشربون من البحر ماءً بعد أن تحول (شط العرب) إلى بحيرة داخلية يخضع ماؤها لظواهر المد والجزر لمياه الخليج العربي أثر تحويل إيران الإسلامية لمجرى نهر كارون إلى داخل أراضيها وليصب مباشرة في مياه الخليج وهذا النهر عربي السيادة التاريخية فكان يسمى في العهد العباسي بنهر الدجيل ويخترق معظم أراضي إمارة الأحواز العربية وقد أدى قطع تدفق مياه هذا النهر إلى شط العرب إلى ارتفاع نسبة كثافة الملوحة في الخليج وارتدادها إلى صدور مياه شط العرب ولملوحتها المرتفعة سببت كارثة بيئية بالقضاء على الأسماك النهرية وكذلك عقم النخيل وتيبس طلعها لعدم ملائمة المياه المالحة لها.

ودق جرس الاستغاثة من سكان ميناء الفاو وسكان قضاء أبو الخصيب لتعرضهم لخطر الموت عطشاً لعدم توفر المياه الصالحة للشرب!

وقد تعرضت مياه مناطق الأهوار المائية في محافظتي ذي قار وميسان إلى حالة فريدة من التصحر أثر تجفيف هور الحمَّار من قبل صدام حسين لأغراض أمنية لتصفية معارضيه ومن الجهة الأخرى قطعت إيران الإسلامية المياه التي كانت تغذي هور الحويزه في ميسان بتغيير مجرى نهر الكرخة إلى داخل الأراضي الإيرانية وجعل مصبه في الخليج العربي وأصبح هذا الحوض المائي الكبير إلى صحراء واسعة هجره ساكنيه لصعوبة الحياة على أراضيه وأصبح الجو البيئي مناسباً للشركات البترولية الإيرانية (لسرقة) الاحتياطي البترولي من حقل مجنون والذي يحتوي على أفضل الأنواع البترولية الخفيفة وتكلفه استخراج البرميل البترولي تقدر بنصف دولار أمريكي! وقد أهملت السلطة الإيرانية كل فقرات معاهدة فرساي للأنهار المشتركة وكذلك (معاهدة رامسار) للبلدان المتشاطئة وإيران من أول موقعيها.

أن الشعب العراقي العربي معرض لحالة قاسية من الجوع الغذائي ترافق القلق والخوف التي يعيشها نتيجة الفوضى الأمنية لتقلص المساحات المزروعة بالحبوب وأشجار الفاكهة والخضار وتراجع عدد أشجار النخيل من 30 مليون نخلة عام 2000م إلى أقل من 12 مليون نخلة حالياً ومعظمها غير مثمرة.

قد يحتاج الشعب العراقي إلى تدخل جامعة الدول العربية ومنظمة العالم الإسلامي لوضع أسس جديدة لتوزيع المياه مع جيرانه من عرب ومسلمين لتجنيب هذا الشعب الجريح ويلات المجاعة والتصحر البيئي والأمراض.

محلل إعلامي - عضو هيئة الصحفيين السعوديين - جمعية الاقتصاد السعودية



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد