Al Jazirah NewsPaper Friday  18/09/2009 G Issue 13504
الجمعة 28 رمضان 1430   العدد  13504
ما فائدة قمة نيويورك..؟!

 

يعود جورج ميتشل اليوم إلى فلسطين المحتلة للقاء القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية لإقناعها بالمشاركة في القمة الثلاثية التي ستجمعهما بالرئيس الأمريكي أوباما في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستبدأ في الأسبوع القادم.

ميتشل الذي سبق أن أجرى محاولات قبل يومين في كل من تل أبيب ورام الله لم تتكلل بالنجاح، لأن الإسرائيليين حصروا مهمته بقضية المستوطنات، التي ينظر إليها الفلسطينيون أصحاب القضية والعرب وحتى الوسطاء النزهاء على أنها مسألة فرعية ابتدعها الإسرائيليون ودفعوا لجعلها المعضلة الرئيسية في عمليات التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال التواطؤ الأمريكي الإسرائيلي إبان الإدارات الأمريكية التي كان ممثلوها من الأمريكيين اليهود. والآن يحاول الأمريكيون وعبر عزم الرئيس أوباما على تحقيق ما عجز عنه نظراؤه الرؤساء السابقون، واعداً بتحقيق تسوية سلمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين قبل نهاية فترة حكمه الأولى، والتي تستند على إقامة دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل.

هذا الوعد الأمريكي الذي يلزم أوباما بتحقيق حلٍّ في فترة زمنية محدودة نسبياً قياساً لما استغرقته محاولات إيجاد حلٍّ لهذه القضية بسبب التعنت الإسرائيلي المدعوم دائماً بالمساندة الأمريكية. كما أن إدخال هذه القضية في مسارات فرعية كموضوع وقف بناء المستوطنات، ويهودية الدولة الإسرائيلية، ووحدانية القدس كعاصمة أبدية لإسرائيل ومصير الجدار العازل وغيرها من الدهاليز الفرعية يجعل من الصعوبة الوصول إلى تفاهات وحلول مقبولة في فترة وجيزة، خاصة وأن الإسرائيليين لا يزالون يواصلون وضع العراقيل أمام جهود الرئيس أوباما، فبالنسبة لمسألة المستوطنات، لا يزال الإسرائيليون يحرصون على تحية موفدي الرؤساء الأمريكيين عند قدومهم للمنطقة ببناء المزيد من المستوطنات وإعلان عروض إنشائها، ومنهم جورج متشل الذي استقبل بمثل هذه التحية.

هذا المسلك الإسرائيلي وإدخال القضية الفلسطينية إلى الدهاليز الفرعية لمسألة المستوطنات يجعل من مفاوضات فلسطينية إسرائيلية عديمة الجدوى، ولا تقود إلا إلى مزيد من تضييع الوقت وتمكين الإسرائيليين من تحويل فعل غير شرعي إلى أمر واقع مقبول.. فالتفاوض على تجميد المستوطنات جزئياً وتحديد مؤقت يعني موافقة على هذه المستوطنات التي أقيمت بصورة غير قانونية وغير شرعية، ولهذا فإن عقد قمة ثلاثية بين الرئيس الفلسطيني ورئيس الحكومة الإسرائيلية برعاية الرئيس الأمريكي لا معنى له ولا فائدة، كاستئناف المفاوضات في ظل تشبث وإصرار الإسرائيليين على مواصلة تجاوز القوانين الدولية، وإذا كانت أمريكا برئيسها المتحمس باراك أوباما، ومبعوثه جورج متشل وكل دبلوماسيتها بإدارة السيدة كلنتون غير قادرين على إقناع إسرائيل بوقف الاستيطان لبدء مفاوضات تنتهي بإقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967 فكيف تستطيع هذه الدولة -التي تضع مصالح إسرائيل أولاً وتراعي عدم غضب قادتها- معالجة القضايا الأخرى التي تعد من أهم استحقاقات السلام كإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية عام 1967 ومصير القدس، وهدم الجدار العنصري والحدود والمياه واللاجئين وغيرها من المواضيع المهمة التي يجب أن تحلّ في أية تسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد