قيل إن أول من ركب الخيل هو إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وروى ابن الكلبي في كتاب أنساب الخيل ما معناه أن زاد الراكب كان أول خيل أصيل اشتهر في العرب وقصته باختصار أن قوماً من الأزد قدموا على النبي سليمان عليه السلام، بعدما تزوج بلقيس ملكة سبأ التي جاء ذكر قصتها في القرآن، وسألوه عن أمور تهم دينهم، ودنياهم فلما قضوا حاجتهم وهموا بالعودة إلى ديارهم بدا لهم أن يسألوا سليمان بعض الزاد الذي يكفيهم لطريق العودة، فدفع إليهم نبي الله فرساً من خيله النجيبات، وقال: هذا زادكم وكلما نزلتم فاحملوا عليه رجلاً وأعطوه رمحاً وأوروا ناركم، أي أشعلوا حطبكم حتى يأتيكم بالصيد، فجعل القوم لا ينزلون منزلاً إلا حملوا على الفرس رجلاً بيده رمح، واحتطبوا وأوقدوا نارهم، فلا يلبثون كذلك حتى يأتيهم بصيد من حمر الوحش أو الظباء ما يكفيهم ويفضل منه، فقال الأزديون: ما لفرسنا اسم يناسبه غير زاد الراكب، فلما علم به بنو تغلب قدموا إلى الأزد فاستطرقوهم، أي طلبوا تلقيح فرسهم من زاد الراكب، فنتج منه الهجيس، وكان أجود من زاد الراكب، فلما سمعت بذلك بكر بن وائل أتوهم فاستطرقوهم، فنتج من الهجيس الديناري فكان أجود من الهجيس.. وهكذا حتى انتشرت الخيول النجيبة في أصقاع الجزيرة العربية، وكان من أشهرها:
*** كما زلت الصفواء من متردم
- داحس: فحل قيس بن زهير قامت بسببه وبسبب الغبراء الحرب المشهورة باسميهما.
- الغبراء: أنثى لحذيفة بن بدر.
- النعامة: فرس للحارث بن عباد الربعي.
- المشهر: لامرئ القيس بن أبان.. ثم أهداه للمهلهل بن ربيعة المشهور بالزير سالم.
- الصريح: لبني نهشل.
- الوجيه ولاحق: لبني أسد.
أما خيل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فهي:
- السكب: وقد اشتراه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، من أعرابي وركبه بمعركة أُحد.
- المرتجز: وسُمي بذلك لجمال صهيله.
- البحر: اشتراه من تجار اليمن وسابَق عليه عدة مرات.
- اللحيف: وكان هدية من مروة بن عمرو.
- سبحة: اشتراه من أعرابي من جهينة.
- الظرب: أهداه له مروة بن عمرو.
- الورد: هدية من تميم الداري.
- الملاح: هدية.
- اللزاز: هدية المقوقس حاكم مصر.
والخيل لها مكانة عظيمة في نفوس العرب وسُمي الخيل خيلاً لأن في سيرها خيلاء ومن أقوالهم فيها: ثلاثة لا تُعار الزوجة والسلاح والفرس.. وقولهم: ثلاثة من نِعم الله زوجة صالحة وحصان أصيل وسيف بتار.. وقولهم: ثلاثة أنواع من الخدمة لا يُعاب بها المرء: خدمته لبيته وخدمته لفرسه وخدمته لضيفه.