كان الفتية في الحائط، وهو البستان الكبير في مسمى أهل القصيم.. يمرحون مغتبطين بشبابهم وسعيدين بحياتهم السهلة التي حرم الله منها شباب اليوم رغم كل التقنية بتعقيداتها وتسهيلاتها.. فإذا بمجموعة من الفتيات يحملن قِرب الماء يمررن من أمام الشباب وهن متسترات فوقعت إحداهن على الأرض لارتباكها عندما رأت مجموعة الشباب فانكشف غطاؤها فإذا بها غير جميلة، على حد قول الراوي؛ فانبرى أحد الشباب يضحك ويعلق على تلك الفتاة فنهره صحبه، ولكنه استمر ولم يسكت إلا بتهديدهم رحمةً بالفتاة. ومضت الأيام والشهور ليخطب أهل ذلك الشاب له على طريقة (شختك بختك)، وعندما دخل على عروسته وكشف غطاءها فإذا هي صاحبة الغطاء المنكشف ذلك اليوم الذي ضحك فيه ملء شدقيه.. فبُهت وجلس يصلي الاستخارة فيما سيفعل في أمره!! وكان يسكن مع عائلته على نظام الأسرة الكبيرة التي كانت تسود حياة ذلك الزمان.. وعند الصباح ذهب إلى عمله لا يلوي على شيء حيران في أمره، واستمر على هذا الحال شهراً لا عروسه اشتكت ولا هو قرر، والعروسة شمَّرت عن ساعديها وشالت الحمولة على كفوف الراحة، كما يقولون. وعندما رأى الرجل فرحة الأهل بهذه النشمية العفيفة الذكية شاركهم الحب ومضت حياته معها سهلة هنية.. أنجبت له عشرة من البنين والبنات، وأصبح يروي قصته معها وهي تسمع أحياناً؛ فتضحك ويضحك، ومضت حياتها سعيدة ضاحكة بنجاحهما في بناء أسرة مسلمة أنجبت خير البنين والبنات. قد يقرأ أحدكم هذه القصة فيعرف أنها (أمهم)؛ فهم يعيشون بيننا الآن خير الرجال وخير النساء؛ لأن والديهم - رحمهما الله - بنيا حياتهما على الجوهر لا على المظهر؛ فرحم الله شبابنا وهداهم حيث يضعون صفات (نانسي وهيفاء وإليسا وشاكيرا) كأول وأهم صفات لاختيار رفيقات دربهم.. وعند أول عثرة بينه وبينها يقول: الباب مفتوح.. أهلك أولى بك، الطلاق.. الطلاق.. الطلاق..