Al Jazirah NewsPaper Tuesday  22/09/2009 G Issue 13508
الثلاثاء 03 شوال 1430   العدد  13508

وريـث الـشـجـاعـة

 

قصيدة للعرضة السعودية للشاعر محمد بن عبدالرحمن بن صفيان

قراءة وعرض - سعود بن صالح المصيبيح

يا وطنا دام عزك وخاب الطامعين

نفتدي بالروح ليمن وجب حلالها

لي تسابقنا المعارك وحنا معتزين

حالة العدوان من فعلنا يرثى لها

نروي الصمصام من دم روس المعتدين

والجنايز حتفها ما تعدت جالها

يا ولد نايف وريث الشجاعة من عرين

جدك معزي ونايف زعيم ابطالها

موقفك تشهد عليه الليالي والسنين

سجل التاريخ لك وقفتك وافعالها

يوم جاك الخاين اللي يقود الخاينين

رده الله ما تحقق مكيد آمالها

بعدها يا سيدي لا تطيع التايبين

وان بدا حسن النوايا وزين حالها

اضربه بالسيف قطاع الأنفس والوتين

والله اعلم لي صدق توبته وأقوالها

لازم للحاكم العدل والحد السنين

يقضي الفتنه ويضفي عليها ضلالها

ابنكم المخلص الشاعر - محمد بن عبد الرحمن الصفيان

(تشاهد بنفسك إنساناً يعمل ليل نهار... يباشر المهام بكل تواضع وروح سمحة وجدية وصبر وذكاء وهمة... ينكر ذاته ويتحمل الكثير على حساب صحته ووقته الخاص ووقت أسرته.. يتعامل مع الجميع بحكمه ويبتعد عن كسب العداوات حتى أصبح محل تقدير وثناء الجميع... يحمل فكراً تنويرياً قيادياً وفهماً عميقاً للتاريخ والظروف الدينية المحلية، ولهذا يؤمن بالتدرج والواقعية عند التغيير... كل من يعمل معه يعشق العمل معه... ولا يريد أن يبتعد عنه فهو يحفز الجميع على الإبداع والإنجاز والتميز، ولهذا يشهد مجال عمله تطوراً وتقدماً لما فيه خدمة الصالح العام، فهو في صفاته متسامح من غير ضعف.. وحازم من غير قسوة وقوي من غير اندفاع ومتواضع من غير لين.. وشامخ من غير تكبر.

يعطف على المساكين والمظلومين ويحرص على دعمهم وإنصافهم ومساعدتهم... شديد ضد كل من يحاول الإفساد أو استغلال عمله في غير الصالح العام.. يعشق التجديد واستخدام الطرق الممكنة والاستفادة من وسائل العصر الجديد... وتطوير الإجراءات لما فيه التسهيل على المراجعين.. وهذا أكسب الجهات التي يتابع أعمالها تقدماً ملحوظاً يشهد به الجميع.

أجمع الناس على الثناء على أخلاقه وتعامله لمقدرته على التعامل مع كافة الأطياف والتوجهات واستيعاب ذلك بشكل مدهش يدل على سعة بال، وتغليب المصالح العامة على الأهواء والنزاعات الشخصية.. نتمنى أن نكون جميعاً هذا الرجل...).

هذه المقالة نشرتها في 10-5-1425هـ بعد ترقية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية من المرتبة الممتازة إلى مرتبة وزير، أي قبل قرابة الخمس سنوات ونصف، وبحكم مروري بمواقف عديدة مع الأمير محمد كان فيها يتحفظ كثيراً من المديح الذي يأتي في الإعلام حيث الحرص الشديد على الفعل دون القول، وأن يقدم عمله ما لديه بعيداً عن الحديث عن الذات، ولهذا لم أذكر اسمه في المقال آنذاك.. وأذكر أنه اتصل على صحف في بداية عمله طالباً عدم نشر أي ثناء أو مدح له بعد مراجعة عدد من المثقفين والمواطنين لسموه ولمسوا عن قرب تواضعه وجديته واستقباله الساعات الطوال للمراجعين واقفاً متواضعاً بكل صبر وطيبه، فعبروا عن مشاعرهم تجاهه وكتب بعضهم مقالات، الأمر الذي رفض فيه الأمير أي مديح في الإعلام لقناعاته بأن ما يقوم به هو واجبه ولا يعمل لأجل أن يمدح أو يشكر.

كل هذا ورد في خاطري ضمن مواقف إنسانية كثيرة للأمير محمد سواء في منهجه في العمل أو في حرصه للتطوير والتقويم أو في رعايته لشهداء الواجب أو لأسر المتورطين في أعمال الإرهاب وتفهم ظروفهم ومعاناتهم أو أسر جونتناموا والمفرج عنهم...

وأمامنا قصيدة من الأستاذ الشاعر محمد بن عبدالرحمن بن صفيان الذي يسير في خطى والده الشاعر الكبير عبدالرحمن صاحب قصيدة (نحمد الله جت على ما تمنى) التي تعد من أفضل قصائد العرضة السعودية حتى الآن.. وهنا الشاعر محمد يهزه بكل قوة الحدث الإجرامي الذي تعرّض له أسد الوطن الأمير محمد بن نايف في رمضان، حيث الغدر والخيانة من هؤلاء المفسدين المجرمين الذين قابلوا الإحسان بالإساءة والكرم بالغدر والخيانة والصفح باللؤم والدناءة.. وهي قصيدة ستؤدى بالعرضة السعودية إن شاء الله ضمن احتفالات اليوم الوطني المجيد للمملكة العربية السعودية.

وعندما نستعرض أبيات هذه القصيدة نجد أن الشاعر يهيض حباً وهياماً بوطنه العظيم، ويؤكد أن هذا الحدث الخطير لن يهز الوطن بل سيبقى شامخاً عزيزاً بإذن الله مهما كثر الحاقدون والمجرمون والطامعون.. وأن هذا الحدث وحّد الوطن وتسابق الجميع معلنين ولاءهم واستنكارهم واستعدادهم للذود عن حماه وتأكيد وحدته واستقراره... ثم يعود بنا إلى المؤسس الموحد البطل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه الذي اشتهر بالشجاعة والإقدام وهي صفات ورثها من بعده الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي ورثها بدوره للأمير محمد بن نايف.. لذا فشجاعة الحفيد هي كونه ورثها من أبيه عن جده...

يا ولد نايف وريث الشجاعة من عرين

جدك معزي ونايف زعيم أبطالها

وهنا التاريخ يشهد بالحدث حيث شجاعة الأمير محمد وثقته بمجرم غادر خائن من أجل عودته إلى ما كان عليه ومن معه، فتوسم خيراً واطمأن إليه لعل ذلك يكون وسيلة لعودته لطريق الهداية ووجّه بعدم تفتيشه رغم خطورته، فكانت الكارثة التي حماه الله منها والتي دلت دلالة مباركة على أن الله ناصره ضد الإجرام والتكفير والتفجير...

وهنا يطلب الشاعر من الأمير ألا يطيع مثل هؤلاء الغادرين حتى وإن أبدوا حسن النوايا وزين حالها، وهذا يأتي في سياق مقولة خادم الحرمين الشريفين أثناء زيارته للأمير محمد في المستشفى وعن مخاطرته بنفسه في عدم تفتيش المجرم وأهمية الحرص والحذر في المستقبل.. حيث إن العدو وإن أظهر حسن النوايا إلا أنه لا يؤمن جانبه ولابد من الحذر منه.. ثم يؤكد الشاعر على منهج الدولة السعودية في تحكيم شرع الله وأن العدل مطلوب مع الحزم والصرامة في مواقف تعتبر مصيرية وهذا العدل لا يستقيم إلا بالسيف، حيث تستقيم الحياة وأمور الدنيا كما قال الله تعالى: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ) وأن مثل هؤلاء ليس لهم إلا السيف نظراً لما قاموا به من ترويع وتكفير وتفجير حيث يختتم الشاعر قصيدته الجميلة بقوله:

لازم للحاكم العدل والحد السنين

يقضي الفتنه ويضفي عليها ضلالها

كلمات جميلة لشاعر وطني هزه الحدث وتفجرت معاني الصدق والإخلاص والولاء لتخرج لنا هذه القصيدة التي كأنني أرى من يشارك في عرضتها يتفاعل بعاطفة وطنية جياشة مع صوت طبول النصر وأهازيج الوحدة والنصر والتمكين، لينصر رب العزة والجلال هذه الدولة المباركة على من عاداها وأرادها بسوء، وأن يرد الله كيدهم في نحورهم ليواصل هذا الوطن العظيم وحدته واستقراره في سلالة الرجال العظام التي كان منها هذا الحدث الذي تعرّض له أسد الوطن وريث الشجاعة محمد بن نايف بن عبدالعزيز حفظه الله..

قصيدة جميلة وعرضة شامخة مناسبة لليوم الوطني المجيد.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد