Al Jazirah NewsPaper Saturday  03/10/2009 G Issue 13519
السبت 14 شوال 1430   العدد  13519
لما هو آت
يا... شمس!
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

ثمة حديث يطول معك يا شمس، تمضين معي من اليوم ساعات وأخرى، نذهب معا لعين البصر ولمخابئ البصيرة، تسمعينني نحيب الريح، وهمس النسمة في الظهيرة تحمل حفيف أوراق الشجر، واحتكاك أجنحة العصافير تهرب من اتقادك لظل في مخابئ الأشجار, أو ثقوب نوافذ، أو أسمال هدها الزمن عن مشاجبها..., ترينني تعثر خائفين في منعطفات المفازات، وسراديب هروب، وصولات مغترين بفتولة جهل، تماماً كما تشاركينني مرايا الكادحين يتصبب العرق رخاء من جباههم، يرفعون أثقالاً، يحطون بذوراً، يسعون في رضاء.., يبتلون بعرقهم في صمت، يبتسمون ليومهم في فرح..,.. تأخذينني يا شمس أتنفس رخاء عند مروج تخضر شجراً.., تتلون زهراً،.. فمعك نسمات الهواء عند نجيع ماء يرطب سموم قيظ أنتِ لست يا شمس علته وإن وصموك، ولا مريدته وإن وسموك،.... ساعات النهار بكِ جلية خفية، بقدر ما ترينني من السطوح، بقدر ما تغورين بي في مناجم تخفى فيها إرادات، وعلامات، وخامات، وعجين لما بعد غدا رغيفا.., إيه يا شمس، معك الساعات رحلة اكتشاف، وبك النهار مدارا تفكر، وفي صوب بوصلات خيوطك مسارات ومسارات.. لا يكفي يوم معك لبلوغها، فما بال النهارات تضيع من الإنسان، وهو لا يتنبه لرفقتك الباذخة فيها..؟




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد