Al Jazirah NewsPaper Saturday  03/10/2009 G Issue 13519
السبت 14 شوال 1430   العدد  13519
الفيتو في خدمة الشر

 

يوم وضع ميثاق الأمم المتحدة، ووضعت أسس وضوابط عمل مجلس الأمن الدولي الذي أنشئ لغرض الأمن الأممي وتثبيت الاستقرار الدولي لم يكن في حسبان واضعي ذلك الميثاق أن يُستغل البند الخاص بنقض القرارات التي يتخذها مجلس الأمن الدولي إذا ما اعترضت عليه إحدى الدول الخمس الكبرى (الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، المملكة المتحدة (بريطانيا)، فرنسا، الاتحاد السوفياتي) هذا البند أخذ يشار إليه ب(الفيتو) وهو المصطلح المكوَّن من أحرف الكلمات الإنجليزية.

يوم وضع هذا البند لم يكن واضعوه يفكرون أن يكون هذا البند معرقلاً لتحقيق الأمن والسلام، ونصرة الحق وأن يستغل، وبالذات من الدول التي اعتبرت نفسها (الدول الكبرى) لتحقيق أهدافها على حساب مصالح الدول الأخرى.

الدول الخمس أصحاب الحق في استعمال (الفيتو) هي الدول التي خاضت الحرب العالمية الثانية ضد دول المحور التي هزمت، ولذلك فلم يكن لألمانيا نصيب ولا حليفاتها إيطاليا وتركيا واليابان، رغم أن هذه الدول الآن لها أهميتها ونفوذها الدولي وقوتها الاقتصادية، في حين حلت الصين الوطنية بدلاً من الصين الشعبية، رغم فارق القوة والإمكانيات والسكان والمكانة الدولية، وهو ما استردته بعد التوجه الأمريكي نحو الصين الأم.

المهم هو الاستغلال السيئ لبند (النقض) أو الفيتو، حوله من بند يخدم الأمن والسلام إلى عامل مهدد للاستقرار ومخرب للأمن ومعرقل للقانون الدولي من خلال استعمال الدول الخمس له وبالذات أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا وهذا ما أدى إلى وقف تنفيذ العديد من القرارات الدولية وخاصة القرارات الخاصة بحل القضية الفلسطينية؛ حيث وضعت أمريكا وبريطانيا وفرنسا (الفيتو) أداة لحماية إسرائيل ومنع المجتمع الدولي من إجبارها على تنفيذ القرارات الدولية التي لو نفذتها في وقتها لأمكن تجاوز الكثير من القضايا والمشاكل الدولية وتنفس العالم السلام وسعدت البشرية بالاستقرار والهدوء.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد