Al Jazirah NewsPaper Friday  23/10/2009 G Issue 13539
الجمعة 04 ذو القعدة 1430   العدد  13539
لما هو آت
قدر العقول ميزان الخاتمة..
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

من حكم منهج المصطفى -صلى الله عليه وسلم- مخاطبة الناس على قدر عقولهم، والعقل مكمن كل أمر في الإنسان؛ هو اللغة التي يلفظها اللسان، وهو اللغة التي يعبر عنها الجنان، وهو اللغة التي يفكر بها الكيان، وهو الذاكرة المتراكمة والمرآة العاكسة والمشاعر الناطقة والسلوك الكاشف والانفعلات الباطنة.. حين يكون المرء حكيما فهو يتبع هذا النهج الحكيم.. فإن خاطب المرء الآخر بقدر عقله فإنه بالغ مراده مما يخاطب من أجله، هذا بين واحد وآخر, وتتسع رقعة المخاطبة بأقدار العقول بدءاً من البيت وأفراده في أمور التربية والتنشئة والعلاقات الأسرية وبناء الروابط من أهل وقربى وأرحام، فمؤسسات المجتمع تعاونا وبناء وعطاء وتفاعلا, فالتوسع في الجوار دوراً، ومن ثم بلدانا فأقطارا فأمما تتشكل منهم الأرض والشعوب فيها والأمم، فمعرفة منهج الخطاب على قدر العقول يتسع ليشمل ذلك.. وفي نهج رسول الله عندما أرسل رسله واستقبل وفود ملوك الأرض وقادتها وهو يختلف معهم دينا ولغة فاستطاع بمخاطبتهم وبخطاب رسله إليهم على قدر عقولهم التي هي مدار مداركهم ولغاتهم وأفهامهم ووجدانهم وأفكارهم ومعتقداتهم أن ينشر رسالته، كما لا يفعل بحر يمتد ماؤه على البسيطة كلها..

إن نهجا اتخذه مبدأ الحوار الذي استنته قيادة هذه البلاد منطلقا من منهج المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في هذه المرحلة المفصلية في علاقات الدول وترابط المصالح وتعددية المناهج، واختلاف القناعات، مع ترسيخ ثوابت المعتقد، وربط أطراف هذا المنهج بجذوره لهو لعمري حكمة بالغة مبتغاها، ناجحة في مسلكها، معززة نتائجها بإذن الله... فمخاطبة الناس على قدر عقولها منهج محكم لا يأتيه التراخي ولا الفشل من منفذ.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد