اطلعتُ على كتاب أعده سعادة الأستاذ - خالد بن حمد المالك، ويتضمن مقالاتٍ تأبينية عن الراحل الدكتور صالح بن عبدالله المالك أمين عام مجلس الشورى السابق- رحمه الله تعالى-، وعنوانه: فقيد الشورى ذو الأمانتين.
|
فالفقيد تقلد العديد من المناصب ولعل من أبرزها: الأمين العام لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والأمين العام لمجلس الشورى.
|
ولستُ هنا بصدد الحديث عن الراحل وخصاله ومآثره- رحمه الله-، فالكتاب يحتوي على مقالات وكتابات ستجعل مَن يعرف أبا هشام يزداد معرفة ً به، وستجعل مَن أحبه من قريب أو بعيد يزداد حُبا ً له ويدعو له بالمغفرة والرحمة كلما جاء ذكره.
|
فقد كتب عن الفقيد شيوخٌ كرام ورجال دولة، وأساتذة جامعيون أفاضل، وكثير من رجال الإعلام ورجال الأعمال من كافة أنحاء الوطن.
|
إنما أنا هنا أكتب مقدما ً شكري الجزيل أصالة ً عن نفسي ونيابة ً عن كثير من محبي الدكتور صالح- رحمه الله تعالى- للأستاذ الكريم أبي بشار على ماقام به من إعداد ومتابعة ثم إصدار لهذا الكتاب القيِّم الذي يُعَد إضافة للمكتبة السعودية حول رجالات الوطن، كما أنه يُعَدُّ دليل وفاء من الأستاذ خالد- حفظه الله- نحو الدكتور صالح- رحمه الله-، والذي إن سميته أو وصفته فهو وفاء من الطراز الأول، وهو وفاء ذو أبعاد ثلاثة:
|
البُعد الوطني: لكونه أعَدَّ كتابا ًعن رجل من رجال الوطن الأخيار نحسبه والله حسيبه، فقد خدم الوطن وأبناء الوطن من خلال وظائفه ومناصبه المختلفة، فكان مثال الموظف المخلص والمسؤول المتفاني في أداء عمله، بشهادة كل مَن رافقه أو زامله.
|
والبُعد الثاني هو البُعد الأسري: وذلك لأن الفقيد عليه رحمة الله ابن عم للأستاذ خالد المالك- حفظه الله-. ولاشك أنَّ كتابة أو إعداد مؤلَّف من رجل عن ابن عم له من أجمل ألوان الوفاء، وهو معروف يُحسَب للأستاذ القدير خالد المالك، وكما قيل: الأقربون أولى بالمعروف.
|
والبُعد الثالث هو البُعد الوظيفي:
|
فكما هو معلوم أن الراحل كان كاتبا ً قديرا ً وأديبا ً بارعا ًً، فكان يكتب في الصحف عن شؤون وشجون الوطن والمواطن، ومنها الجزيرة الغراء، فكان رجلَ إعلام ٍ إضافة ً إلى كونه مسؤولا ًوأديبا ً، رحمه الله رحمة واسعة.
|
إن الفقيد يستحق مثل هذا الوفاء وأكثر، كما أن وفاء أبي بشار ليس بمستغرب منه فهو من أهل الوفاء مع القريب والبعيد، فله منا الشكر الجزيل والتحية الخالصة والاحترام الوافر.
|
|
|
حازَ نَوع المَفاخِر الغرّ طَبعاً |
وَأَبى أَن يَرى لَهُ اليَومَ ندا |
الأَبِيّ الوَفِيّ مَن لَيسَ ينسى |
عَهد رَب الاِخاء قرباً وَبُعدا |
صادِق القَول قَد أَرانا عجاباً |
مِن سَجاياهُ حين أَنجَزَ وَعدا |
إِنَّ فِعل الكَريم تََعرِف مِنهُ |
طيبَ أَصل الفَتى إذا رُمتَ نَقدا |
|