أقف عند ذاك المثل السائد الذي قالته العرب آنفاً، وقصة المثل تروي إن ملكاً من ملوك حمير خرج ليصيد وكان معه نديم له يسليه ويرافقه. وكان الملك يكرمه ويقربه منه.. فأشرف الملك على صخرة ملساء ووقف عليها. فقال له نديمه: لو أن إنساناً ذُبح على هذه الصخرة إلى أين كان يبلغ دمه؟
فقال الملك: اذبحوه عليها ليرى دمه أين يبلغ... فذبح عليها..!!
فقال الملك: (رب كلمة تقول لصاحبها دعني...).
وأنا أردد مع المقولة السائدة على العاقل أن يحرص في كلامه.. فرب كلمة تخرج تكون وبالاً على صاحبها... والكلمة قبل أن ينطلق بها المرء يملكها.. وإذا خرجت منه ملكته.
فعلى العاقل أن ينتقى ألفاظه ويحرص عليه وهذا المثل يُضرب في النهي عن الإكثار مخافة الإهجار.
ولعل براعة العرب في سرد الكثير من الأمثال ما هي إلا نتاج خبرة عميقة في الحياة وحصاد فكر عميق طويل ودليل ذكاء وفطنة.. ومعلم من معالم تراثنا الأدبي العريق. فمن هذه الأمثال ما يجعلنا مأخوذين وآخر نقف عاجزين عن فهمه.
ولعل الحكمة من سرد هذا المثل الوقوف على تراثنا الأدبي العريق للاستفادة منه والسير على ما يحمل من تجارب وخبرة في خضم الحياة.
مرفأ:
الحياة مدرسة تلقننا دروسها فمتى نتعلم!
