إن من محاسن شريعتنا الغراء أنها جاءت بحفظ العقول والأفكار وجعلت ذلك إحدى الضرورات الخمس والحاجة ماسة إلى التذكير بقضية الأمن الفكري لا سيما في هذا العصر الذي هبت فيه رياح الجنوح عن منهج الوسطية والاعتدال وتعددت فيه أسباب الانحراف.
إن الخلل في الأمن الفكري طريق إلى الخلل في الجانب السلوكي والاجتماعي وما سلكت فئام من الأمة مسالك العنف والإرهاب إلا لما تشبعت أفكارها بما يسوغ لها تنفيذ قناعتها وتحسين تصرفاتها وذلك راجع إلى رصيد فكري ومخزون ثقافي أفرز عملاً إجرامياً وسلوكاً عدوانياً.
لذا فإن الحاجة ملحة إلى إشاعة لغة الحوار وثقافة التسامح والوئام وترسيخ منهج الوسطية والاعتدال والوقوف بحزم ضد تيارات الغلو والتطرف ولا بد من العناية بتصحيح المفاهيم وضبط المصطلحات الشرعية وتنقيتها مما خالطها من المصطلحات المغلوطة والمشبوهة والحفاظ على خصوصيتنا الثقافية ومميزاتنا الفكرية.
إن الأمن الفكري بمفهومه مطلب رئيس لكل أمة، لذلك حرصت هذه البلاد المباركة على تعزيز جانب الأمن الفكري لدى الأفراد والمجتمع والأمة عن طريق تحقيق وسائل متعددة أسهمت في حمايتها والحفاظ عليها من كل فكر منحرف.
إن هذه البلاد حرسها الله تضطلع بمسؤوليتها في حراسة وتعزيز جانب الأمن الفكري في الأمة والوقوف ضد التحديات المعاصرة بثقة عالية ومقومات راسخة وهوية واضحة مستمدة من الكتاب والسنة.
- خطيب جامع الشيخ الرشيد