في أول الميزان من كل عام تحتفل المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً باليوم الوطني للمملكة، وهي مناسبة وطنية مجيدة، ففي مثل هذا اليوم وحّد المؤسس يرحمه الله قلوبنا تحت راية واحدة هي راية التوحيد التي لا ولن تنكس أبد الدهر بمشيئة الله عز وجل ثم بسواعد المخلصين، فهل يعرف الجميع لماذا نحتفل بهذا اليوم؟
|
نحن نعرف أنه إذا أراد الله بقوم خيراً قيّض لهم رجلاً فذاً يقودهم إلى مشارب الخير وما فيه صلاح أمورهم وأحوالهم، وفوق هذه الأرض الطيبة كانت بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم الهادي البشير لمن اهتدى والنذير لمن لم تكتب له الهداية.
|
كان عبدالعزيز في العقد الثاني من العمر، عندما اضطر والده للرحيل عن أرض الوطن إلى الكويت، وبدأ حب الوطن والحنين للعودة إليه يداعب خيال عبدالعزيز، واستبد الشوق بعبدالعزيز للعودة فبدأ يفكر في ذلك جدياً، ومن ثم بدأ يعد العدة لذلك من واقع خبراته التراكمية التي ورثها عن بيت اعتاد أن ينجب النجباء، وفي الخامس من شهر شوال 1319هـ (17 يناير 1902م) قدر لهذا الفتى عبدالعزيز أن يعود إلى الرياض فاتحاً بعد أن تغلب على خصومه، وفيما بين عامي 1913و 1926م نودي به ملكاً للحجاز بعد أن ضمّ كذلك الأحساء والقطيف، تحت اسم مملكة الحجاز ونجد ومحلقاتها، وبعد ضم إقليم عسير وجزء من صحراء الربع الخالي بعد انتهاء الحروب أصدر الملك عبدالعزيز مرسوماً ملكياً بتوحيد مقاطعات الدولة تحت اسم المملكة العربية السعودية وذلك في 21-5-1351هـ (23-9- 1932م)، وقد أصبح هذا اليوم فيما بعد هو اليوم الوطني للمملكة. وعلى يد المؤسس الذي أعاد رفع راية الإيمان خفاقة، وأراد لشعبه وأمته أن تعيش حرة أبية، تدفق الخير بعد الكشف عن النفط عام 1938م، إلا أن الحرب العالمية الثانية أخرت استفادة المملكة من ثرواتها حتى عام 1946م، ويعد النفط من أهم ثروات البلاد، وقد أسهمت السياسة الحكيمة للمملكة مما كان له أثر كبير فيما نراه من التقدم والازدهار والرخاء.
|
لقد شهدت المملكة نهضة حضارية ودفعة قوية للأمام في جميع المجالات، وقد كان لعوائد النفط أثر كبير في بناء البنية الأساسية التي تعتبر حجر الأساس في التنمية سواء الاقتصادية أو البشرية، وقد تبنت الدولة سياسة تنويع الروافد الاقتصادية لتجنب مخاطر الاعتماد على عوائد النفط وحده، فشهدت البلاد نهضة صناعية وزراعية وثقافية ونقلة حضارية هي الأكبر عبر تاريخ الشعوب.
|
احتفلت المملكة بهذه المناسبة الوطنية هذا العام في الرابع من شوال فأصبح للعيد فرحتين، فرحة بعيد الفطر المبارك وفرحة باليوم الوطني للمملكة، وهو اليوم الوطني التاسع والسبعين، وتخللت الاحتفالات التي عقدت في جميع المناطق معارض للصور الفوتوغرافية التي تحكي تاريخ المملكة ونهضتها وعرض أفلام وثائقية بهذه المناسبة، فعاش الناس فرحة العيد فرحتين، وعاشت القيادة والشعب هذه الفرحة، وقد كان لأمانة منطقة الرياض مساهمة كبيرة في هذه الاحتفالات في منطقة الرياض، وتجدد الولاء والعطاء والتواصل والانتماء، الانتماء لهذا الوطن العزيز الغالي؛ الأمر الذي يبعث في النفس المزيد من الوطنية والمحبة، ويعزز التواصل بين أبناء الوطن الواحد حكومة وشعباً.
|
فما أسعد المرء حين يتغنى بتاريخ وأمجاد وطنه ومنجزاته الحالية وتطلعاته وآماله، وما أعظم أن نقرأ التاريخ لنستلهم العزم ونباهي الأمم، فقد ارتقت المملكة سلم المجد عبر منابر العلم، وأصبحت دولة يشار إليها بالبنان، لها ثقلها السياسي والاقتصادي بين دولة العالم المتقدم.
|
وختاماً صدق الشاعر إذ يقول:
|
عبدالعزيز الذي نالت به شرفاً |
بنو نزار وعزت منه قحطان |
مقدما في المعالي ذكره أبداً |
كما يقدم باسم الله عنوان |
ملك تجسد في أثناء بردته |
غيث وليث وإعطاء وإحسان |
ومشهد لك في الإسلام سوف ترى |
يوفى به لك يوم الحشر ميزان |
أرضيت آبائك الغر الكرام بما |
جددت من مجدهم من بعد ما بان |
فجئت بالسيف والقرآن معتزما |
تمضي بسيفك ما أمضاه قرآن |
حتى انجلى الظلم والإظلام وارتفعت |
للدين في الأرض أعلام وأركان |
اللهم أدم علينا نعمة الأمن والأمان، واحفظ لنا حكامنا الميامين، واحفظهم من شرور الحاقدين والجاحدين، واكتب لنا على أيديهم النماء والرخاء لهذه البلاد والطمأنينة للعباد.
|
- الرياض |
|