Al Jazirah NewsPaper Friday  06/11/2009 G Issue 13553
الجمعة 18 ذو القعدة 1430   العدد  13553
العرب في موسوعة جينيس
منيف خضير

 

تبدو غير ذات قيمة تلك الأرقام التي أحرزها العرب في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، ماهو قيمة الإنجاز إذا كان قد بدأ بأطول وأضخم وأكبر؟

بل ماهو حجم الإنجاز حينما يدخل مصمم أزياء عربي موسوعة جينيس بأطول سروال في العالم، ترى من سيرتدي هذا السروال العملاق؟

دعونا نستعرض سوياً إنجازاتنا في كتاب جينيس خذوا مثلاً دبي تسعى لدخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية بتحضير أكبر بوفيه للحلويات في العالم، بعد نجاحها العام الماضي في تحطيم الرقم القياسي العالمي بأكبر منقوشة زعتر في العالم. ويقام البوفيه، ضمن فعاليات (مهرجان دبي للمأكولات)، وهناك إنجاز آخر من هذا النوع وهو دخول الشقيقة الإمارات الموسوعة بأكبر عدد للنخيل في العالم بـ 40 مليون نخلة، وفي الشقيقة لبنان كبير الطباخين اللبنانيين رمزي خوري يُعد سلطة (التبولة) ليدخل بها موسوعة جينيس للأرقام القياسية، ويبلغ إجمالي وزنها أكثر من 3.5 طن موزعة على 1600 كيلو من البقدونس و1500 كيلو من الطماطم و420 كيلو من البصل.

وكان 250 طباخا لبنانيا ومساعدوهم قد سجلوا سبقا لدى مؤسسة جينيس للأرقام القياسية بإعداد أكبر طبق حمص صنعوه باستخدام أكثر من طنين من الحمص في تحد يحمل طابعا غذائيا ووطنيا على السواء، وذلك خلال مهرجان أقيم وسط بيروت! ولجيراننا إنجازات لايمكن تجاهلها حيث استطاعت مدرسة المرخية المستقلّة للبنات والوطنية للمطاعم في قطر، تحطيم رقمين قياسيين لأطول خط ساندويتش (1730 متراً) وأثقل صحن باستا.

وفي 2009 دخلت صينية الكبة اللبنانية أيضاكتاب جينيس في إنجاز غير مسبوق للبشرية.

أما نحن فقد سجلت بلدنا دخولها إلى غينيس في إعداد أكبر كبسة رز في العالم، حيث دعي لهذه المأدبة ألف شخص تمكنوا من التهام هذه الوجبة الدسمة خلال أربع ساعات، أما مصر أم الدنيا فقد غازلت غينيس بأكبر طبق فول مدمس، بلغ طوله ألف متر، وقد تنبهت دبي أخيراً لضحايا هذه الإنجازات (كاملة الدسم) وهي تدخل منذ أيام موسوعة غينيس بأكبر سيارة إسعاف في العالم، لتنقل أكبر عدد ممن يلتهمون هذه الأطباق في قادم الأيام إلى المستشفيات.

وما أريد أن أقوله: إن إنجازاتنا نحن العرب والمسلمين لا قيمة لها من حيث الفعل البشري الذي يخدم البشرية من مخترعات ومبتكرات علمية وإنجازات في مختلف المجالات، فإنجازاتنا إما في مجال الأكلات أو أشياء لا دخل لنا بها وهبها الله للمزارعين أو البشر من حيث الطول والقصر وغيرهما، ولكن هوس الإنسان بالخلود وحب البقاء جعله يتنافس على الدخول في هذه الموسوعة المخصصة للأرقام القياسية (Guinness World Records) والتي تصدر كتاباً مرجعيا ًسنوياً، يحتوي على الأرقام القياسية العالمية المعروفة.

الكتاب بنفسه حقق رقماً قياساًحيث إنه يعتبر سلسلة الكتب الأكثر بيعاً على الإطلاق.

تم إصدار أول نسخة من الموسوعة في 1955 بواسطة شركة غينيس.

وتعد هذة الموسوعة من أدق المراجع التي يتم الرجوع إليها في معرفة الأرقام القياسية.

ورغم سعي العرب الحثيث لدخول الموسوعة إلا إن الإنجازات كما أسلفت غير مهمة في أغلبها، وبالنظر إلى الدول المتقدمة نجد إنجازات لا تعترف بأطول وأقصر وأعلى، حيث تحتل الولايات المتحدة الأمريكية الصدارة على صفحات الكتاب من حيث تسجيلها لأكبر عدد من الأرقام القياسية في الموسوعة بـ4412 رقما، تليها بريطانيا بـ2268 رقما، وفي المرتبة الثالثة ألمانيا بـ530 رقما، أما بين الدول العربية فالإمارات تتصدر قائمة الدول العربية الأكثر إحرازا للأرقام القياسية في الموسوعة بـ52 رقما، تليها مصر بـ28 رقما، ثم السعودية بـ17 رقما، تليها قطر بـ11 رقما، ثم لبنان والعراق بـ10 أرقام قياسية لكل منهما.

لا أدري لدي إحساس أن العرب يخططون لمجرد الدخول إلى الموسوعة ويعدون ذلك إنجازاً، تماما مثلما تخطط منتخبات كرة القدم العربية والخليجية إلى الصعود إلى كأس العالم باعتباره إنجازا يسعون له دون التفكير في النتائج المترتبة على هذا الصعود.

MK4004@HOTMAIL.COM



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد