Al Jazirah NewsPaper Thursday  26/11/2009 G Issue 13573
الخميس 09 ذو الحجة 1430   العدد  13573
مكاسب الإنفلونزا
علي الخزيم

 

يقال إن ما من نازلة أو مصيبة إلا ويقابل مآسيها شيء من الإيجابيات والدروس المستفادة حتى وإن كانت يسيرة.. وللإنفلونزا المستجدة المسماة (إنفلونزا الخنازير) فوائد رغم خسائرها البشرية والمادية؛ ومن هذه الفوائد ما يتعلمه الوسط الاجتماعي من معلومات كانت غائبة فصارت المحرك لتنشيط وتداول هذه المعلومات، وهذه بدورها أقنعت كثيرين بأهمية سلوكيات وعادات واحتياطات صحية كانوا متساهلين بها أو اعتادوا السلامة بدونها، وحين حل المرض تمسكوا بها مطالبين بالمزيد ومتزودين بوسائل الوقاية، وبدأ الاهتمام بمتابعة برامج التثقيف الصحي عبر الإذاعة والتلفزة، وأضحت الصفحة الطبية بالجريدة أهم من صفحة الرياضة عند البعض، وشبكة الإنترنت تعرفت على آلاف الزائرين الجدد ممن لم يكونوا يعرفون معنى محرك البحث، بل إن البعض وهو الذي كان يتندر على من يحمل (لاب توب) قد توجه لأقرب سوق للإكترونيات (وتوهق) بشراء أول جهاز يصادفه مع عدم المعرفة بإمكاناته إن كانت قديمة أو متقدمة، وفي المنازل ظهرت ممارسات وثقافة صحية جديدة أملتها الحروف الأربعة (H1N1)، وعند التقاء الناس ببعضهم غابت ملاحم العناق والتقبيل، حتى المصافحة تكون بتردد وحذر، حتى من أولئك الذين إذا سافر أحدهم لمدة يومين ثم عاد أخذ يسلم على أهل الحي كلهم ويعانقهم عناق الولهان، وعند التوقف للضوء الأحمر عند إشارات المرور غابت تلك التصرفات الحمقاء من بعض البلهاء ممن يتسلون بإدخال أصابعهم في أنوفهم.. فقد عرفتهم الإنفلونزا النظافة قبل آداب الطريق.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد