Al Jazirah NewsPaper Thursday  26/11/2009 G Issue 13573
الخميس 09 ذو الحجة 1430   العدد  13573
شهداء الوطن موعدكم الجنة
مهدي العبار العنزي

 

الدفاع عن الوطن واجب مقدس والتضحية في سبيله مكانة عالية وشرف لا يضاهيه شيء في الدنيا، والاستشهاد في سبيل الله مرتبة كبيرة يمنحها الباري عزّ وجل لعباده المؤمنين. قال تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.

وشهداء الوطن من رجال قواتنا العسكرية الباسلة والذين ذهبوا إلى جوار ربهم بعدما أدوا الأمانة ودافعوا عن أرض الحرمين. هؤلاء الأبطال نالوا بفضل من الله الحسنيين النصر والشهادة، فقد حقق الله لهم ما أرادوا وتمكنوا مع زملائهم الأشاوس من دحر فلول العدو وهزيمته.. وقد قضى الله أمره بأن يختار هذه الكوكبة من الرجال ألا وهم شهداء الوطن الذين دعاهم الله جل شأنه رب العالمين المؤمن المهيمن عز وجل ليكونوا مع النبيين والصديقين والصالحين. قال نبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم إن الشهيد ينال ما لم ينله أحد فيعطى عند أول قطرة من دمه ست خصال. تكفر خطاياه ويرى مقعده من الجنة ويزوج من الحور العين ويؤمن من الفزع الأكبر. ومن عذاب القبر ويحلّى صلة الإيمان. يا لها من مراتب عالية وعند رب متعال عالم الغيوب الواحد الأحد.. والشهادة لها فضل كبير وهي أعظم مراتب ذكر الله، والشهيد يعيش معاني النصر ويسمو بوعد الله، ودماء الشهداء نور يضيء الطريق، والملائكة تنزل من كل حدب وصوب لأصطحاب الروح الطيبة في معراجها من الأرض إلى السماء.

لقد استشعر هؤلاء الأبطال من شهداء الوطن أن الانتصار على الأعداء يمثل روح الإقدام وطلب الشهادة لأن الشهادة قمة الجهاد، وقد صدق جنود الحق ما عاهدوا عليه من عمق مع الله قال تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}.. فهنيئاً للشهداء الذين أكرمهم الباري عز وجل وجعل مكانتهم كمكانة الأبناء والصديقين فهنيئاً لكم لأنكم سادة العالم، هنيئاً لكم يا شهداء الوطن لأن الله اختاركم دون غيركم لتكونوا إلى جواره. وهنيئاً لكم لأنكم دافعتم عن الوطن والعرض والمال والدين والكرامة. قال صلى الله عليه وسلم (من قتل دون ماله فهو شهيد. ومن قتل دون أهله فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد)، فهنيئاً لكم يا شهداء الحرمين وهنيئاً لآبائكم وأمهاتكم وكل من له صلة بكم، هنيئاً للوطن بعزيمتكم وإقدامكم وتصحيتكم.

هنيئاً لأولادكم الذين نالوا شرف هذا الإقدام وهذه الشجاعة من آبائهم الأبطال إن اعتزاز الوطن وولاة أمره بكل شهيد لا يقل أبداً عن اعتزازهم بذوي كل الشهداء الذين يعلنون وبصوت مرتفع إن هؤلاء الشهداء نالوا الشرف العظيم في الدنيا وفي الآخرة مدافعين عن العقيدة وذوي الشهداء عندما يتلقون التعازي من المسؤولين والمواطنين يحمدون الله كثيراً بأن أبناءهم ذهبوا من أجل الوطن وقبل ذلك من أجل رفعة الإسلام ودحر كل من يحاول الاعتداء على الحدود.

يكفي الشهيد فخراً وأسرته إنه استشهد دفاعاً عن وطنه وضحى بدمه وروحه في سبيل الله ولهذا فإن وعد الله حق، فابشروا يا شهداء الوطن بجنات عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين فأنتم الأتقياء وأنتم الأوفياء وموعدكم الجنة بإذن الله.

****




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد