Al Jazirah NewsPaper Thursday  26/11/2009 G Issue 13573
الخميس 09 ذو الحجة 1430   العدد  13573
العنف السياسي في الرواية الجزائرية

 

صدر للباحثة سعاد عبدالله العنزي عن دار الفراشة للنشر دراستها النقدية (صور العنف السياسي في الرواية الجزائرية المعاصرة).

تهدف هذه الدراسة إلى التواصل الأدبي بين المشرق والمغرب العربي، عن طريق سد ثغرة في المكتبة المشرقية التي تعاني افتقاراً شديداً إلى الدراسات النقدية عن الرواية المغاربية. وقد اخترت موضوع العنف في الرواية الجزائرية المعاصرة لسببين: الأول - أنها عالجت موضوع: التطرف والعنف السياسي منذ نشأته في حقبة التسعينيات، وقبل أن يصبح موضوعا عالمياً، والثاني- إنها قد استثمرت العديد من المقاربات الإبداعية التي تفاوتت من حيث المستوى الفني. في النجاح سواء في تصوير ظاهرة العنف، بوصفها موضوعاً، أو في تقديمه بوصفه نصاً روائياً.

والدراسة تنقسم إلى بابين، يحتوي كل باب ثلاثة فصول. الباب الأول جاء تحت عنوان: مدارات السرد، وركز على الجانب الموضوعايت في الرواية الجزائرية، حيث تم الاعتناء بمضامينها، وتحليلها تحليلا يقارب أبرز المحاور التي تطرقت لها، فكان الفصل الأول من هذا الباب يبحث عن (جذور العنف)، وهي الأسباب التي أدت إلى تحول العنف من ظاهرة فردية إلى ظاهرة جماعية، التي أوجدت ما يسمى ب(العنف المسيس).

والفصل الثاني: وسم ب(صور العنف)؛ لأنه يبحث في صور العنف المتحققة مادياً وجسدياً، ولغوياً، والتي تمس كامل فئات المجتمع الجزائري، من نساء وأطفال، ورجال، وشيوخ، بالإضافة إلى جميع العاملين بالمؤسسة الجزائرية، لا سيما، فئة المثقفين.

الفصل الثالث: (تجليات الحياة العنيفة)، ويشتغل في الأثر المعنوي والمادي للعنف على المواطن الجزائري والمؤسسة الجزائرية، إذ يبحث في علاقة المكان والزمان، وفضاء النصوص الرلوائية، بالأحداث والشخصيات، هل هي علاقة مباشرة طردية، أم ليس ثمة من رابط مشترك بينهما؟!

الباب الثاني من هذه الدراسة يختص بتجليات الخطاب الروائي من النصوص المدروسة، بدءاً من العنوان وانتهاء بالصوت السردي، وهكذا ركز الفصل الأول من هذا الباب على مسألة العنونة، فهل كانت مجردة من أي قصد، أم كانت تسير وفق منهجية معينة؟

أما الفصل الثاني من الباب الثاني: فقد وقف أمام مسألة لغوية، جديدة قديمة، وهي مسألة التناص، التي تبحث في التعالقات النصية بين المتن الروائي المدروس، وبين نصوص سابقة، بغرض الحصول على إجابة هذا السؤال: كيف ظهرت التعالقات النصية في المتن الروائي المدروس؟ هل زادته رصانة وكثافة أدبية، أم أنها كانت أصواتا نشازاً أقحمت على النص الروائي.

الفصل الثالث: (الصوت السردي) ويتعلق بالسارد لما له من أهمية في تقديم الحكاية، فهو صوت المؤلف الضمني للرواية، ولولا وجوده لتعذر فعل الحكي، ووجود الحكاية، ومن هنا يتضح أن السرد والسارد هما جوهر العمل الروائي، فحاولت الباحثة أن تقترب من ثلاث علامات فارقة في (الصوت السردي) هي: ضمائر السرد، وعدد الرواة الذين يقومون بالسرد، والتبئير في السرد، وقياس مدى مصادقية السارد، هذه هي المحاور الأساسية التي بحثت في مسألة (الصوت السردي) بفرضية مدى اتقان السارد للعناصر السابقة، فكلما أجاد السارد فيها، كانت هذه علامة لجودة المتن الروائي.

ومع أن هذه الدراسة تعتمد النقد السردي في مقاربتها للنصوص، فإنها تستثمر في نفس الوقت مناهج خارجية، ومناهج داخلية، استجابة لطبيعة تحليل النصوص، وانطلاقاً من فكر متفتح ينفر من الرؤية الأحادية في تفسير النصوص.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد