Al Jazirah NewsPaper Monday  14/12/2009 G Issue 13591
الأثنين 27 ذو الحجة 1430   العدد  13591
الرئة الثالثة
لندع (السعودة) تنجز مهمتها على نار هادئة!
عبد الرحمن بن محمد السدحان

 

تلقيت رسالة رقيقة من المستشار بمعهد الإدارة العامة الدكتور/ منصور بن عبدالعزيز المعشوق عبّر فيها عن مشاعر كريمة إزاء ما أكتب في شؤون وشجون الإدارة، وجاءت هذه الرسالة ثمرة تأمل واسع لكثير مما كتبت من مقالات حول الموضوع، وخاصة ما يتعلق بموضوعيْ (السعودية) و(البطالة)، وقد وصفني سيادته في رسالته ب(الأب الحنون) في تعاملي مع أطراف هذين الموضوعين، وهما الخريج وصاحب العمل!

وفي موقع آخر من الرسالة، اقترح علي كاتبها أن أتحدث في لقاء توعوي مفتوح يضم جمعاً ممن أسماهم (مدراء الصف الثاني والثالث من الشباب حديثي العهد بالعمل في شركات القطاع الخاص) وبما لا يتجاوز 100 شركة، بهدف إيجاد نقطة تلاق بينهم وبين أولئك الشباب، وإنهاء (حالة التضارب في المصالح بينهم وبين مدرائهم).. إلى آخر ما جاء في الرسالة.

وقد أرسلت للدكتور منصور المعشوق رداً مطولاً، عبرت فيه عن بالغ شكري لما جاء في رسالته التي كانت مشحونة بهموم العمالة الوطنية يجسدها الخوف من (هُوةٍ) يتقاسمها قدر من الشك وسوء الظن في كلا الاتجاهين بين الشاب السعودي والقطاع الخاص.

ثم تساءلت عما إذا كان عزوف الشاب المؤهل عن العمل في القطاع الخاص وإدمانه (أفيون) الوظيفة الحكومية عقدة لا انفصام لها ولا حول ولا قوة عليها، أم أنها مسألة تخضع لظروف الزمان والمكان، مذكراً أن هناك جهوداً موفقة تبذل حالياً على أكثر من مستوى بقيادة معالي وزير العمل ورفاقه الكرام لإنهاء حالة (القطيعة) بين المواطن والقطاع الخاص (ترغيباً) فيه لا (ترهيباً) منه! وهو أمر يباركه كل مواطن غيور، حتى لو لم تكن مخرجاته في مستوى الطموح المسير له.

وقد علقت على اقتراح الدكتور المعشوق سالف الذكر لجمع (ذات البين) بين الشاب والقطاع الخاص من خلال الآلية التي أوردها تفصيلاً في رسالته فأشرت إلى أمرين هامين:

أولهما:

اقترحت أن يتولى معهد الإدارة العامة - وهو الوصي (الشرعي) على تنمية القوى البشرية وتصحيح المفاهيم التي تعوق أداءها - دراسة فكرة البرنامج الذي اقترحه د. المعشوق، والنظر في تنفيذه عبر ندوة مفتوحة يشارك فيها ممثلون للأطراف الثلاثة، القطاع الحكومي والقطاع الخاص والشباب بشرائحهم المختلفة، من مؤهلين وشبه مؤهلين. المعهد لا ريب، هو (بيت الحكمة) في طرح قضية مهمة كهذه، وسيستفاد بإذن الله من مخرجات الندوة، على أكثر من صعيد.

وثانيهما:

هناك حاجة للتعرف ميدانيا عبر آلية إحصائية دقيقة على تجارب استقطاب القطاع الخاص لعناصر وطنية مؤهلة تعمل حالياً في صفوفه، بدءا من وظيفة المدير العام وخبير الحاسب الآلي ومبرمجه وانتهاءً بالإداري والمحاسب والبائع ومن (في حكمه) في الأسواق والمجمعات التجارية والبنوك ومكاتب الشركات، وقد بدأنا نشهد الآن طلائعها في أكثر من موقع بنسب تعد بالخير للوطن والشاب السعودي معاً.. كما توحي بأن حدة (الرفض) للعمل الخاص من جانب المواطن الشاب تعيش الآن شيئا من (الحلحلة) لصالح السعودة، والمعلومات التي سيتم حصرها ستكشف الكثير مما يمكن اعتباره بداية يُسر لعُسر طويل!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد