Al Jazirah NewsPaper Monday  14/12/2009 G Issue 13591
الأثنين 27 ذو الحجة 1430   العدد  13591
كُتب

 

إعداد - تركي إبراهيم الماضي:

بالأمس.. كنت هناك

عن دار الفارابي صدرت رواية (بالأمس.. كنت هناك) للكاتب الأردني زياد أحمد محافظة في أول أعماله الروائية.

تصدرت الرواية تقديم للكاتب الراحل غسان كنفاني تحت عنوان (من رجل رحل باكرا) قال فيها:

(جرت العادة أن يحصل الإنتاج الأول لأي كاتب على (جواز مرور) للقارئ، كلمة لقلم مشهور تتصدر الكتاب، أو جمل موجزة على ظهر الغلاف، أو حملة دعاية واسعة يشترك فيها الكاتب والناشر وأصدقاء الطرفين، يحكون فيها كيف خلقت القصص، وكيف نزفها القلم المجروح وكيف.. وكيف.

أنا أؤمنُ أن الكتاب يجب أن يقدم نفسه، وإذا عجز عن إحراز جزء من طموح كاتبه، فعلى الكاتب أن يقبل ذلك ببساطة، كما قبل - مرات ومرات - أن يمزق قصصاً ليعيد كتابتها أو يكتب سواها).

ونقتطع نصاً صغيراً من الرواية تقول:

في لحظة، غاب الضوء عن عينيها، شيء ما أقفل أمامها باب الحياة برمته، لم تصدق ولا تريد أن تصدق ما سمعت، لم تقو على فعل شيء، فقط الدهشة من تقوى على تحريك ساكن لديها، تريد أن تفعل الكثير لكنها تنشد الصمت، أما أنا فبقيت أنظر في عينيها كمن يطلب الرحمة من ذنب جناه، أتلمس منها طريقاً للخلاص، أو لعلي أطلب المغفرة من فعل أحمق، قلت قبل أن تتوه الكلمات أكثر، إليك المزيد إن كنت تستطيعين سماعي، سأفرغ أمامك كل الحروف، علك تتمكنين من فهمها بطريقة تعفيني من هذا الذي غمست ذاتي فيه.. الاعتراف أمامك هو بدايتي الصحيحة، هو طريقي لأعود كما كنت وكما عرفت نفسي، وكما تحبين أن أكون.

****

شجرة النّور

للكاتبة لطيفة الحاج قديح صدرت رواية (شجرة النّور) والتي تناقش فيها فكرة الانتقام وتناقضها مع الرغبة في الحياة.

من أجواء الرواية نقتطع نصاً صغيراً تقول فيه الكاتبة:

سكتت مرة أخرى وبان عليها الشرود، وكأنها غاصت في لجج ذاتها العميقة، فذكّرها حمزة بأنه ينتظر جوابها، فقالت بعد تفكير:

- أنت شاب لامع تتمناه أية فتاة عاقلة، وطلبك مدعاة فرح لي، ولكن هل أنت قادر على دفع مهري؟

- وما هو مهرك يا سكينة؟

- مهري..؟

- قولي أرجوك فسوف أدفعه، مهما كان غالياً..!

- مهري هو الثأر، نعم الثأر يا حمزة ممن قتل أمي، وشقيقتي، وطفليها بغير حق..!

احتار بماذا يجيبها، فهو يعرف حق المعرفة، أنها تحبّه، ولن تشترط عليه ما لا يقدر على تنفيذه في الوقت الحاضر، فالوقت يغدره، وعليه أن يقرر ماذا يفعل بالنسبة لمستقبله، هل يغادر إلى فرنسا قبل نهاية الشهر، ليلتحق بجامعته؟ أم يلتحق بها (هي) وينفذ ما تطلبه منه؟

ولكنه وجد لها عذراً: (لا شك أنها لا تزال واقعة تحت تأثير الصدمة..!) بعد تفكير قال:

- وهل تحبين الموت إلى هذه الدرجة يا سكينة؟

- لا، بل أحب الحياة..! أريد أن أحيا، ولكن أخشى أن لا أستطيع بغير الانتقام؟

سكتت قليلاً، ثم أردفت قائلة:

- لا أدري، ربما أكبر دليل على حبّنا للحياة، هو شعار: (أريد أن أنتقم للذين أحبهم)، ما رأيك أنت؟

- طبعاً، طبعاً، فهمت ما تقصدين يا حبيبتي، فالموت هنا ليس سوى في خدمة الحياة، الحياة الحرة الكريمة..! ولكن مَنْ منّا لا يريد الانتقام من هذا العدو الغادر؟

****

خلية على السرير

عن الدار العربية للعلوم صدرت المجموعة القصصية (خلية على السرير) للكاتب جمال الخياط من أجواء المجموعة نعرض نصا صغيرا يقول فيه:

لقد سرقت هذه المعتوهة النافذة الوحيدة المطلة على مدخل البيت وهربت بمناظرها في غفلة تعبي الغادر. كيف استطاعت هذه اليافعة أن تنتزع نافذة عتيقة متجذرة في الجدار تزن عشرات الكيلوجرامات دون ان تجرع كبرياء الطوب الذي لم ينله خدش صغير؟ وماذا ستفعل عندما يتفتت الإطار الخشبي القديم الذي تحمله وهي تجري؟ والزجاج الهش قد يتشظى في أية لحظة ويهشم وجهها الطفولي. صرخت حانقا بالتجاه الجدار المسلوب. لا نفع من الصراخ على جدار لا حول له ولا إحساس؟ لما كانت محاولة نوم ليلة البارحة شاقة ومكلفة فإن معاودة الكرة بعد هجوم الصغير سيكون باهظا.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد