Al Jazirah NewsPaper Monday  14/12/2009 G Issue 13591
الأثنين 27 ذو الحجة 1430   العدد  13591
المليك والوطن والشعب في استقبال (سلطان) المجد
د. فهد بن محمد بن فهد العمار

 

على مدار عام كامل والوطن يرنو بعين الحب والتعلق والوله لاستقبال الأمير الإنسان، الأمير الوالد، الأمير الذي ملك قلوب شعبه الوفي: حباً وتقديراً واحتراماً.

عام بتمامه والشعب الوفي ينتظر ساعة اللقاء، ينتظر بكل الحب ساعة وصول أميره الأثير، ينتظر إطلالة أميره المفدى، الذي أحبهم فأحبوه، وتعلق بهم فتعلقوا به، الشعب كله من شماله لجنوبه، ومن شرقه لغربه ينتظر بكل أفراده وجماعاته، رجاله ونسائه، صغاره وكباره، يوم اللقاء الكبير.

أميرنا المفدى..

لو رأيت أبناء شعبك الوفي وقد تعلقت أعينهم أمام شاشات التلفزة وهم يرون استقبالات سموكم لزواركم من أصحاب السمو والجلالة لرأيت الحب الصادق في أسمى صوره، وفي أعلى قممه، وفي أزكى تجلياته، ولا عجب في ذلك والمحبوب والأثير هو: سلطان بن عبدالعزيز.

عام كامل والمملكة العربية السعودية: وطناً وشعباً، والمحبون من خارج الوطن ينتظرون ساعة اللقاء، ساعة وصولكم بسلامة الله وحفظه، ومنه وكرمه، تعود للوطن الحبيب عضدا وسندا للوالد القائد المليك المحبوب: خادم الحرمين الشريفين؛ لتواصلا المسيرة المظفرة، والقيادة الحكيمة لهذا الوطن الكبير.

لن أفيض بالحديث عن حب الشعب لرمز الحب والقيادة والإدارة؛ فهو من الأمور المسلَّمات، ومن فضول القول أن أستطرد في ذلك، ولكن ذلك تجلى وسطع ووضح في عامنا المنصرم، لما غاب محبوبهم عن أعينهم ذلك الزمن الطويل بكل المقاييس، فالساعة البيولوجية لكل فرد من هذا الشعب الكريم قد توقفت منذ غاب الأمير الأثير.

الكل يسأل!

الكل ينتظر!

الكل يرفع يد الضراعة للمولى الكريم أن يعيد الأمير بسلامة الله وحفظه، وحقق مولانا الكريم رجاء هذا الشعب الحبيب وعاد الأمير فاكتملت الفرحة، وعمَّ السرور هذا الوطن الكريم من لدن مولاي خادم الحرمين الشريفين وحتى أصغر طفل في هذا الوطن العظيم.

أميرنا المفدى:

ليتك بيننا عندما أعلن الديوان الملكي موعد وصولكم الميمون، الكل هبَّ يهنئ بعضهم بعضاً، وصرخوا صرخة الفرح، وشكروا مولاهم على ذلك، لقد استجاب المولى الكريم دعوات محبيك في الوطن وخارجه.

استجاب المولى دعوات الثكالى اللواتي واسيت فقرهن، والفقراء الذين أغنى (سلطان) بفضل الله حاجتهم، واليتامى الذين مسح (سلطان) على رؤوسهم وجعلهم لا يحتاجون إلا لله تعالى، بل استجاب المولى للدعوات المخلصة البارة لكل من عرف سيدي (سلطان).

أميرنا الخالد:

بشخصيتك الفذة، وإنسانيتك المميزة، وأبوتك الحانية، وقلبك الممتلئ حباً وتقديراً للجميع، وفكرك الذي يشع بنور العلم، والذي يتطلع إلى أن تصل هذه البلاد إلى مصاف الدول المتقدمة في شتى المجالات، ما أعظمك يا سيدي وأنت تقول: (... لأنني أعتبر نفسي خادماً لهذه الأمة تحت توجيه، ورعاية، وحنان، وعاطفة خادم الحرمين الشريفين؛ فلذلك لا أعلم أن أحداً سأل عني إلا وأسأل عنه، مريضاً كان، أو محتاجاً، أو مظلوماً، أو كان يريد سؤالاً وجواباً...)

يا سيدي الوطن كله يسأل عنك!

الوطن كله ينتظر ساعة اللقاء!

الوطن بأجمعه يهتف بأن يبقيك رمزاً لكل خير، ومنهجاً لكل بر، وسبيلاً لكل نجاح، ومناراً لكل تقدُّم ورقي، ويا ليت مطار الملك خالد في عاصمة الوطن يتسع لكل أبناء الشعب من رجال، ونساء، وصغار وكبار لوجدتهم وقد اصطفوا لاستقبال أميرهم الحبيب، ولكن أنَّى له أن يتسع لذلك.

أميرنا المفدى:

لن ينسى أبناء شعبك الوفي تلك الابتسامة التي كنت تستقبل بها رؤساء الدول، والوفود القادمة للسلام عليكم في مقر إقامتكم، تلك الابتسامة الصافية الصادقة التي يتذكرون من خلالها ذكرياتهم مع أميرهم الغالي فيتمنون اللقاء، ويرجون ساعة الوصل، فحقق مولاهم تلك الأماني فرجع الأمير ولله الحمد والمنة والفضل.

ما أجملك يا رياض المجد وأنت تستقبلين أمير الإنسانية في قلبك الدافئ!!

ما أروعك يا رياض المجد وأنت تعانقين بقلب مفعم بالحب أمير الصفاء والنقاء!!

ما أعظم ذلك التلاحم التلقائي بين القيادة والشعب عندما حل الطائر الميمون في مطار الملك خالد، وهناك التقى المليك الغالي ومعه أبناء شعبه الوفي بولي عهده الأمين وصحبه الكرام، فتجلت هناك أروع ملاحم الحب الخالدة.

أتى الشعب ليحيي أميره الكريم، أتى الشعب ليرى بعينيه غائبه الكبير، أتى محملاً بأجمل الذكريات، وأروع المكرمات، وأصدق الأمنيات، أتوا من جميع مناطق المملكة ليعبروا عن مشاعر الحب والتلاحم، وما كانت برودة الجو لتمنعهم من الوصول؛ بل كانت حميمية اللقاء مصدراً للدفء في ليلة اللقاء الكبير.

بالله عليك مَنْ مثلنا في ذلك التلاحم!!؟ أصدقني القول مَنْ يطاولنا في نبل الأخلاق والقيم!!؟ وبلا أدنى مجاملة تبوأ الوطن ممثلاً بالقيادة والشعب أعلى درجات التقارب الإنساني، والتمازج الوجداني؛ فالكل في تلك الليلة الغراء مسرور ومبرور.

توحدت كلمتهم، وصفت قلوبهم، وارتفعت أهازيجهم حبوراً وسروراً، فلا ترى إلا مبتسماً، يحمل في قلبه أطناناً من العواطف الصادقة للوطن، ممثلاً بعبدالله وسلطان، وبقية أبناء المؤسس العظيم عليه رحمة الله تعالى.

هنا التهاني نبثها، والدعوات نسرها ونجهر بها؛ بمناسبة عودة أميرنا الغالي بسلامة الله وحفظه، لمليكنا الغالي، ولأميرنا الأشم، وللشعب السعودي كافة، ولكل محب لهذا الوطن العزيز - وما أكثرهم - في شتى بقاع الأرض ولله الحمد والمنة.

بالله يا أرض الحرمين تيهي وافرحي بعودة الأمير الذي بذل الغالي والنفيس في سبيل سعادة شعبه الكريم منذ كان شابا يافعا فتلقى توجيهات ووصايا المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز بأن يكون بارا بأبناء شعبه، محبا لهم، متفانيا لقضاء حوائجهم، وهكذا كان، تمثَّل تلك الوصايا أعظم تمثيل، وحفظها تطبيقا ومنهج حياة وقيادة، فلم يرد سائلا يسأل، أو ذا حاجة يأمل، أو ذا همّ مثقل، فضلاً عن الأرامل والمساكين والأيتام، كلهم قضى حوائجهم، وكل شخص قد نال مناه ومبتغاه من ذلك القلب الكبير، إنه قلب سلطان بن عبدالعزيز وكفى.

وبعد ذلك كان لإخوته الملوك البررة، الذين تعاقبوا على حكم هذه البلاد الغالية، نعم المعين، والمطيع، فلم يتردد - حفظه الله - في تنفيذ توجيهاتهم، يقول الأمير مشعل بن عبدالعزيز: إن الملك عبدالله يقول عن أخيه سلطان: (إنه لم يتردد في أي توجيه يوجهه له، بل ينفذه على وجه السرعة والإنجاز)، ولا عجب فهذا سلطان بن عبدالعزيز.

لقد تقلد أميرنا من المناصب أعلاها، ومن الأعمال أسناها، ولكنها لم تزده إلا حباً وتعلقاً بأبناء شعبه الوفي، يتحدث مع كبار السن الحديث الذي يناسبهم، ويمازح الأطفال والصغار والداً وحانياً ورحيماً بهم، ألغى في ديوان مجلسه كل الفوارق، يتكلم بتلقائية الوالد الرحيم، وعفوية المربي الكريم، فيوجه بحب، ويوصي بصدق، بابتسامة مشرقة لا مثيل لها في الوجود، وكرم حاتمي فريد، وقيم تمثلها وتربى عليها في مدرسة الملك المؤسس، فسار عليها، منهجا وطريقة حياة..

لذا غدا بفضل الله تعالى عَلَماً من أعلام هذا الزمان في القيادة والإدارة، والحنكة والممارسة، الصدق منهجه، والبر مأمله، والنجاح مقصده، ورضا رب العالمين هدفه، ومن هنا أحبه الجميع بصدق وعفوية وتلقائية.

أميرنا المفدى:

حمداً لله على سلامتكم، ولا أراكم ربي مكروها..

وهنيئا لهذا الوطن الغالي إطلالة سلطان..

وهنيئا للمليك وللشعب عودة أمير الإنسانية..

وتمتد التهاني لأنجال الأمير وأحفاده على سلامة والد الجميع.

(ودامت أفراحك يا وطن)




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد