Al Jazirah NewsPaper Monday  14/12/2009 G Issue 13591
الأثنين 27 ذو الحجة 1430   العدد  13591
مناسبة غالية وبهجة عالية
عبدالله بن عبدالعزيز بن فهد العجلان *

 

إن الفرحة غامرة، وإن البسمة عامرة، فيا لها من مناسبة غالية، وبهجة عالية، ونحن نعيش هذه الأيام المباركة في مملكتنا الحبيبة فرحة قدوم والدنا العزيز، سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وحيث إني أحد أبناء هذا الوطن المعطاء فإنني أحمد المولى عز وجل، وأشكره على عودة سمو سيدي ولي العهد من رحلته العلاجية الموفقة، التي تكللت ولله الحمد بالنجاح.

أهلاً بسمو ولي العهد، وعوداً حميداً، ومرحباً بقدومه الكريم، وأهلاً به بعد غياب طال، فقد استبشرت القلوب، وسعدت النفوس، وذرفت الدموع فرحاً وسروراً بعودته سالماً معافى إلى أرض الحرمين الشريفين قبلة المسلمين ومهوى أفئدة المؤمنين، حتى الشوارع والممرات والميادين العامة اكتست بزينتها ترحيباً وفرحاً بقدوم سموه الكريم.

إن كل فرد من أفراد هذا الوطن الغالي ليكنّ لسلطان الخير المحبة الجمَّة النابعة عن صدق القلب والوفاء لولاة الأمر، وليس هذا غريباً، فإن سمو ولي العهد كان ولا يزال ملامساً لحاجات المجتمع السعودي، يعيش همومهم وآلامهم، ويشاطرهم أفراحهم وأتراحهم، ويعمل على راحتهم وسعادتهم، وأياديه بيضاء ناصعة من أعمال الخير والمعروف، قال الحكماء: (إن أعظم شيء تسود به الأمة محبةُ كبار رجالها، والإخلاص لهم إذا عملوا ما يجب عليهم)، وسبب ذلك أن من عمل الخير ليحمد، يجب أن يحمد، ليوفى حقه، وأما من يعمل الخير لأنه خير، فيجب أن يضاعف له الحمد.

حقاً إن القلم ليجف حبره توقفاً عن حصر سجاياه الكثيرة وأعماله الوفيرة.. ولكن حسبي من ذلك كله بشاشة محياه التي عرفها الصغير والكبير، وتواجده في كل عمل خير، وليس لأعماله الطيبة نهاية، بل إنه سباق بالخير مداوم على أعمال البر، وبذل الإحسان وإسداء المعروف لبني الإنسان.

إن كل شخص ناصح ومحب لهذه البلاد الطيبة حينما يرى التلاحم والتكاتف بين القادة والشعب ليسأل الله عز وجل أن يديم ذلك، ويشكره على هذه النعمة العظيمة، وهذا منهجٌ ينهجه حكام وولاة هذه البلاد من عهد الموحد الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن -رحمه الله وقدس روحه- ثم توالى أبناؤه الملوك -رحمهم الله جميعاً- وكانوا خير خلف لخير سلف، وها نحن الآن نعيش هذه الأيام في ظل قيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله وسدد خطاه- ونحن نتمتع بهذا الخلق النبيل، والمنهج المبارك من ولاة أمرنا -وفقهم الله- قال الحكماء: (السلطان من الرعية بمنزلة الروح من الجسد، لا قِوام لأحدهما إلا بصاحبه).

حقاً يا سمو ولي العهد إن أبناءك وشعبك في شوق للقياك، حتى أرجاء وطنك حنّت إليك، كيف لا؟ وأنت من رسمت الابتسامة على وجوه الفقراء، وزرعت الأمل في نفوس الضعفاء، وسعيت إلى نجاح وتفوق النجباء، وبنيت مستقبل بلدك ووطنك إلى العلياء، فرعاك الله من رجلٍ بذل الخير لشعبه ووطنه فوصل بهم إلى أفق السماء.

في مثل هذه الفرحة الغامرة والبهجة العامرة يتوقف قلم الإنسان ويعجز لسانه عن الإفصاح والتعبير عما بداخله، وليس هذا إلا ثقة ويقيناً وجزماً بأني لا أستطيع حصر الخصال الحميدة والصفات النبيلة والأعمال الجليلة لسلطان الخير مهما قلت وقال غيري، وإنما لعليَّ أظهر ما يدور بداخل القلب من المحبة والمودة لمن فتح قلبه قبل بابه لشعبه وأبناء وطنه، وغيرهم من إخوانه المسلمين في شتى بقاع الأرض، ولمن جعل نصب عينيه نصرة دينه، ومحبة وطنه، والعكوف على خدمتهما، والتطلع إلى تحقيق أقصى درجات الرقي والتقدم والازدهار لمملكتنا الغالية.

إن الحديث عن هذا الرجل المعطاء ليس حديثاً عن رجلٍ واحد، وإنما هو حديث عن مجموعة رجال اجتمعوا في جسد رجلٍ واحد، فهو رجل الشهامة والجود، والوفاء والإخلاص، والتفاني في عمل الخير، والحثّ على الجد والاجتهاد، والسعي إلى المجد والعلياء، وهو رجلٌ قلما تجد مثله في عذوبة مورده، وصفاء منهله، وغيرته على دينه، وصدق وطنيته، وندرة صفاته، واجتماعها في ذات إنسان واحد، فهنيئاً لسموه الكريم هذه الصفات، وبارك الله في عمره ووقته، وألبسه ثوب الصحة والعافية، وجعله ذخراً للإسلام والمسلمين.

وفي الختام لا يسعني إلا أن أتضرع إلى رب الأرض والسماء بخالص الدعاء أن يحفظ سموه الكريم، ويديم عليه نعمة الصحة والعافية، وأن يوفق جميع ولاة أمرنا، ويعز بهم الإسلام والمسلمين، وأن يحفظ بلادنا الغالية من كل سوء ومكروه، ويديم عليها نعمة الأمن والأمان والسلامة والإسلام في ظل قيادتها الحكيمة أعزها الله.

عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد