Al Jazirah NewsPaper Monday  14/12/2009 G Issue 13591
الأثنين 27 ذو الحجة 1430   العدد  13591
أجر وعافية لمن فرج الله به الكرب
عبدالله بن صالح الحماد

 

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على عبدالله ورسوله أفضل الشاكرين وأعظم الحامدين لله رب العالمين، وبعد:

إنه لمن دواعي الغبطة أن تكون هذه الكلمات - ولو كانت لا تكفي - قد جاءت تعبر عما في النفس من حمد الله وشكره على هذه النعمة العظيمة، والبشرى السارة التي تمثلت في شفاء صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد - حفظه المولى ورعاه -، وكان أيضاً من تمام هذه النعمة - وبنعمة الله تتم الصالحات - البشرى السارة بعودته - بإذن الله - سالماً غانماً؛ ليكون - كما كان دائماً - وفياً، صادقاً، كريماً، باراً، وعضداً أيمن مباركاً لأخيه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله وأيده وسدده -.

يعود - بحفظ الله ورعايته - والبلاد مشتاقة لوطء قدميه الحانيتين اللتين طالما مشتا في خدمته، يعود والشعب السعودي الوفي مشتاق إليه؛ فكم فرج الله به من الكرب، وشفى الله - بوقفاته الصادقة مع المرضى - من الأمراض، وكم تنامت للمسامع ما قدمه ويقدمه لكبير ضعيف محتاج، أو امرأة أرملة مسكينة، أو صغير يتيم مريض، وكم تناقلت الأخبار ما قدمه من أعمال خيرة أسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناته.

وإنه منذ عام، والأكف مرفوعة إلى السماء والألسن تلهج بالدعاء النابع من القلوب المفعمة بالوفاء، أن يشفي سمو الأمير من كل مكروه، وأن يجعل ما ألمَّ به أجراً وعافيةً، وأن يعيده إلى أخيه، وبلده معافى من كل مكروه، وحين تباشرت البلاد ومن عليها بقرب مقدمه الكريم أشرقت الوجوه بأسارير الفرح، وتجمَّلت الألسن والأيدي بشكر المنعم الشافي على هذه النعمة، وتشرفت الأقلام بالترحيب بقدومه، والتعبير عما في القلوب من المحبة، وازدانت الصفحات ببشرى رجوعه، وما أحسن اللقاء مع سموكم في أرض الوطن وقد باركها الله بولاة حكماء مسلمين منذ تأسيسها وتوحيدها على يد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وإلى هذا الزمن المبارك في عهد خادم الحرمين وسمو ولي عهده الأمين وعضدهما المخلص النائب الثاني، وما أجمل الترحيب بكم وأنتم أهل لذلك وقد منَّ الله بكم علينا فاجتمعنا في أمور ديننا ودنيانا، والكلمات تعجز عن التعبير عما في الفؤاد من حب لهذا البلد ولولاته المخلصين؛ فقد جعل الله لها فضائل اجتمعت وقل اجتماعها، وخاصة في هذا الزمان؛ فلا تكفي الأرواح إذا فديناها في سبيل الدفاع عنها وفي خدمتها، وكيف لا يكون ذلك، وهي منبع الإسلام، ومهبط الوحي، ومهوى أفئدة مليار ونصف المليار من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؛ فالخاصة قبل العامة، وأهل العلم، والدعاة، وكافة طبقات المجتمع يدركون كم من المصالح التي كانت مستحيلة وصعبة المنال، أصبحت - ولله الفضل والمنة - سهلة المنال منذ قيام هذه الدولة المباركة؛ فالعقيدة واحدة والمنهج واحد؛ فاجتمعت القلوب قبل الأبدان على المحبة والألفة، وتوحدت الصفوف في وجه كل طامع بشبر أو أقل من تراب الوطن الغالي، وما هذه الصور البطولية التي يسطرها أبطال هذا الوطن على الحدود إلا مثال صغير لما يشكله هذا الولاء والتلاحم بين القيادة والمواطنين.

وإن مما يبين ما في النفوس من السرور بقرب قدوم سموه أن كل مواطن وهو يهنئ خادم الحرمين الشريفين بهذه المناسبة السارة التي تمثلت في عودة سنده وعضده وأخيه الوفي والنائب الثاني الذين طالما وقفوا معاً سداً منيعاً لهذا الوطن وخلفهم شعب وفي محب، يهنئ نفسه بشفاء سموه وقدومه المبارك، ويعبر عما في النفس من حب وولاء بشتى الوسائل والطرق كما قرأنا وشاهدنا ورأينا من أنفسنا أولاً، ومن القريب والبعيد. وأهنئ سمو أمير منطقة حائل بهذه المناسبة الغالية والكبيرة في قلب كل مواطن ومقيم يعيش على تراب هذا الوطن الكبير المعطاء بفضل الله.

فأهلاً بعودتكم يا سمو الأمير بين أبنائكم وأهلاً بكم بين شعبكم المخلص، وأهلاً وسهلاً أينما كنتم، وأهلاً وسهلاً في وطنكم الذي أخلصتم في بنائه ونمائه، وأتم الله عليكم نعمه الظاهرة وأسبغ عليكم آلاءه التامة، وألبسكم لباس الصحة والسلامة، وجعل ما ألمَّ بكم أجراً وعافية.

وإن هذا الفرح العام الذي نعيشه في بلادنا الغالية بمقدم سموه ليجسد صورة مشرقة من محبته ومحبة هذا البلد الأمين، كيف لا يكون ذلك لرجل عظيم خدم هذا البلد من عقود بلا كلل ولا ملل، ووفقه الله لأعمال خيرة استفاد منها أحوج الناس فضلاً عن غيرهم؛ فالحمد لله على شفائكم، والحمد لله على عودتكم سالمين معافين؛ حتى تواصلوا مع أخيكم خادم الحرمين الشريفين مسيرة النماء والعطاء، وأمد الله في عمركم؛ لتكونوا ذخراً للإسلام والمسلمين، وله الحمد وحده؛ فهو الذي أتم النعمة.

العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في منطقة حائل



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد