Al Jazirah NewsPaper Wednesday  30/12/2009 G Issue 13607
الاربعاء 13 محرم 1431   العدد  13607
عندما يتخلى المواطن عن مسؤوليته

 

حينما يؤكد سمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز على أن المواطن هو رجل الأمن الأول، فإنه يؤكِّد على بدهية مطلقة يعرفها كل من يعمل في الأجهزة الأمنية، فبدون تعاون المواطن لا يمكن أن يتحقق الأمن، كما أن الخروقات والتجاوزات وحتى المخالفات البسيطة هي التي تؤدي إلى تدهور الأمن في المجتمعات وتهز الاستقرار في الدول.

وهنا في المملكة العربية السعودية يتخلف آلاف الذين يأتون للمملكة لتأدية فريضة الحج والعمرة، مخالفين لأنظمة البلاد، ومخالفين للهدف الذي من أجله حصلوا على تأشيرة الدخول للبلاد، وبدلاً من أن يغادروا أراضي المملكة يتنقلون بين مدنها للحصول على عمل لا يتوفر بسهولة، مما يدفع الكثيرين منهم للقيام بأعمال لا تتناسب مع إمكاناتهم العملية والعلمية ولا قدراتهم، والبعض الآخر يتجه لتنفيذ أعمال ومهام غير قانونية ولا نظامية وبأجور زهيدة، ومنهم من يدفعه ذلك لارتكاب جرائم تلبية لحاجته للمال الذي يسعى للحصول عليه وبشتّى السبل من أجل تأمين معيشته، وإرسال جزء منه إلى من يعيلهم في البلد الذي حضر منه.

هؤلاء المتخلفون والمخالفون لأنظمة الإقامة، ومنهم جماعات من المتسللين لا يمكن أن يبقوا كل هذه المدد الزمنية ويتنقلوا بين مدن المملكة ويحصلوا على عمل وأماكن إقامة، لولا وجود مواطنين متعاونين معهم، جراء الحصول على مبلغ مادي، ومهما اعتبر مُجزياً إلا أنه يجلب خسارة مباشرة للمواطن المخالف نفسه، فقد يكون هذا المواطن هدفاً لجريمة يرتكبها هذا المخالف للإقامة.. ولقد لاحظ المواطنون تزايد حالات المخالفات والجرائم التي أخذت تُرتكب في المجمعات التجارية والاستراحات والمدارس ومن فئة محددة، وهم جماعة المتخلفين من الأفارقة، فقد ارتفعت حالات خطف ونشل حقائب السيدات في الأسواق والمجمعات التجارية، وقُبض على الجناة الذين ارتكبوا تلك الأعمال، ووجدوا جميعهم من الأفارقة...!!

كما انتشرت عمليات اقتحام وسرقة الاستراحات وبخاصة في أيام السبت والأحد والاثنين التي تخلو فيها الاستراحات من روادها، وأيضاً بعد نجاح الأجهزة الأمنية في القبض على من قاموا بذلك، فوُجد أكثرهم من الأفارقة...!!

كما لاحظ المواطنون تكرر محاولات خطف الفتيات من أمام المدارس، وأيضاً وُجد المجرمون من نفس الفئة.. ومع أن هذه الجريمة جريمة خطف الفتيات من أمام مدارسهن يمكن معالجتها بتخصيص سيارة أو أكثر من دوريات النجدة، إلا أن جميع حالات الإجرام ما كان لها أن تحصل لو أبدى المواطن حرصاً وتعاوناً مع الأجهزة الأمنية، ولم يساعد المتخلفين على التخلف والبقاء بعد إنجاز ما جاؤوا من أجله، ولم يُقدم لهم المأوى ولا العمل ولا يساعدهم على التّخفي والتنقل في أرجاء المملكة.

***




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد