Al Jazirah NewsPaper Friday  15/01/2010 G Issue 13623
الجمعة 29 محرم 1431   العدد  13623
 
أين حقوق الإنسان من (نبي) ينتصب واقفاً لمرور جنازة يهودي!!
د. علي بن محمد الحماد

 

يقول العالم الأمريكي د. (نظمي لوقا): (لم تعرف البشرية ديناً أدعى للإنصاف، وأنقى للعصبية والإجحاف من دين يأمر أتباعه بالعدل والإنصاف وعدم الاعتداء والجور مع أعدائه حتى وإن صدوهم عن المسجد الحرام!!) أ.هـ يقصد بذلك قوله تعالى: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} قوله: وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ، أي لا يحملنكم بغض قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام.. أي حتى مع هذا الجرم العظيم لا تستجيش غيرتكم، وتثور حميتكم فتعتدوا!!، لأن العلماء يقولون: إن العواطف إذا لم تُضبط بضباط الشرع تحوّلت إلى عواصف.!!

فحقوق الإنسان، وحقوق الحيوان، ومجلس الأمن (ومجلس الخوف)، وهيئة الأمم المتحدة.. مهما شرعت من قوانين، وسنت من شرائع تدعو إلى العدل والإنصاف، ونفي الظلم والجور بين البشرية لن تبلغ عشر معشار ما سنته الشريعة الإسلامية أو مدها أو نصيفها..!!

لكن كيف نحسن عرض بضاعتنا؟؟

كيف نحول المقال إلى الفِعال؟؟ كيف نحول القرطاس إلى واقع الناس!!؟؟

جاء في صحيح الإمام البخاري رحمه الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم مروا عليه بجنازة يهودي!! فقام لها!! فقالوا: يا رسول الله إنها جنازة يهودي!! فقال صلى الله عليه وسلم: أليست نفساً!؟؟ ثم قال: إذا مررتم بالجنازة فقوموا... أ.هـ.

فهذا هو هديه صلى الله عليه وسلم مع خصومه وألد أعدائه.. هذا أثناء كونهم جنائز.. فما بالك وهم أحياء!!!؟

وكلنا ما يعلم ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم: أنه كان يزور ويحسن معاملة جاره اليهودي الذي كان يضع الشوك في طريقه.. ومات صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهون عند يهودي.. فأخذ العلماء من ذلك جواز المتاجرة معهم.. وعندما كان أحد صبيان اليهود في الاحتضار.. أتى إليه صلى الله عليه وسلم وقال له: قل لا إله إلا الله محمد رسول الله كلمة أحاج لك بها عند الله، (طفل صبي ويهودي - ويحتضر!!) هكذا كان هديه ودأبه ومبدأه.. فهو كما وصفه ربه (رحمة للعالمين) وليس للمسلمين فقط.. نعم لقد كان على خلق عظيم!! بل صح عنه قوله: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).

بل انظر كيف جاءت الشريعة الإسلامية باحترام وتقدير وحماية (الذميين والمعاهدين والمستأمنين) حيث يقول صلى الله عليه وسلم: (ألا من ظلم معاهدا او انتقصه حقه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ ماله بغير طيبة نفس منه، فأنا حجيجه يوم القيامة..) أ.هـ. فهل بعد هذا البيان بيان.

خُلقِت مبرءاً من كل عيبٍ

كأنك قد خلقت كما تشاء

هذا هدي شريعتنا مع من؟ مع الذين قال الله فيهم: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ..}

هل بعد هذه الحقوق حقوق؟!!

وكل من في بلادنا لا يخرجون عن حكم المعاهدين أو المستأمنين أو الذميين.. ثم إن هؤلاء ضيوف على بلادنا فهم سيعكسون ما يلاقون (إن حسن فحسن وإن سيئ فسيئ) وسيحملون مشاعرهم لبلادهم عن بلد الإسلام ومهبط الوحي وقبلة المسلمين، وعن أهل الجزيرة العربية وبلاد الحرمين..

فمتى نعي هذه المشاعر؟ ومتى نستشعر المسؤولية؟؟ بل قال شيخ الإسلام رحمه الله في وصف حقوقهم: ومن سبّ التوراة فإنه يُستتاب فإن تاب وإلا قُتل!!!؟

وجاء ذكر موسى عليه السلام (المبعوث لبني إسرائيل)، وعيسى عليه السلام المبعوث للنصارى.. جاء ذكرهم في كتابنا القرآن الكريم أكثر بكثير من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم!!

قالت وزيرة الخارجية الأمريكية (كندليزا رايس) أمام شاشات الإعلام العالمية.. وذلك إبان قيامها على الخارجية الأمريكية: (لا أعرف دينا أعظم وأسمى وأرأف وأرحم بالضعفة والمساكين من الدين الإسلامي إذ هذه المعاني تسري في عروقه وجوهره، ولا أدل على ذلك من هبة المسلمين لنجدة الضعفاء والمساكين والقتلى والجرحى في زلزال الباكستان.. وكانوا إذ ذاك صياما أيضاً) ا.هـ.

ويقول بطل العالم (مايك تايسون): أكثر ما أقنعني بالقرآن هو احترامه للأديان الأخرى كاليهودية والنصرانية. اهـ.

وغاية الأمر وعموده وذروة سنامه هو قول من لا ينطق عن الهوى: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). قال العلماء: أتى هنا بأبرز المؤكدات (إ- ون وما) التي تفيد الحصر.. فيا ليتنا نعوض عدم صناعة الطائرة والمدفع والآلة بأخلاق تجعل الناس يدخلون في دين الله أفواجاً!! وإن لم يدخلوا.. فلا يعادوا ويعدوا..!!

والسلام عليكم.

محافظة رياض الخبراء



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد