Al Jazirah NewsPaper Tuesday  19/01/2010 G Issue 13627
الثلاثاء 04 صفر 1431   العدد  13627
 
الحبر الأخضر
مركز الحوار الوطني و(مسؤولية التعليم خارج الصف)
د. عثمان بن صالح العامر

 

نشرت جريدة الحياة في صفحتها الأولى يوم الجمعة الماضي خبراً مهما - في نظري - «12 طالباً أمريكياً يمثلون السعودية في مؤتمر بهولندا»، وفحوى الخبر باختصار أن هناك مؤتمراً عالمياً سيعقد في هاواي نهاية هذا الشهر الميلادي تحت اسم (مؤتمر هاواي الدولي التشبيهي للأمم المتحدة)، وأن 12 طالباً أمريكياً من مدارس ثانوية غرب نيويورك سيمثلون السعودية في هذا المؤتمر وسيطرحون أهم قضاياها على طاولة النقاش خارج مبنى الأمم المتحدة على طريقة الدبلوماسيين ورجال السياسية!!. لقد تم اختيار هؤلاء الطلاب وفقاً لقدراتهم ومواهبهم المتميزة، وأجروا مجتمعين تحت إشراف اثنين من المستشارين التابعين لمجلس الخدمات التعليمية التعاونية في نيويورك عدداً من الدراسات المتخصصة والمكثفة عن السعودية في قضاياها الدولية سواء ما يتعلق بحقوق الإنسان أو التطوير الاقتصادي أو الواقع البيئي، أو مشكلات الشباب. الجدير بالذكر أن هذا المؤتمر يأتي في إطار البرنامج غير الحكومي الذي انطلق عام 1968م، والذي يهدف إلى تفعيل مبدأ (التعليم خارج قاعات الدرس)، ويحفز الطلاب المشاركين على البحث عن أجوبة للمشكلات التي تواجه البلدان التي يمثلونها، إضافة إلى تحقيق هدف الأمم المتحدة في ممارسة المساواة والعيش في سلام. مبعث الاستغراب عندي على الأقل «كيف لطلاب أمريكيين في المرحلة الثانوية يتقمصون الشخصية السعودية التي تطرح قضاياها الساخنة وتدافع عنها، ويلبسون الثوب السعودي في محفل تخيلي تدريبي مهم؟! ولماذا لا يكون هناك تمثيل طلابي سعودي يحضر مثل هذه المؤتمرات العالمية ويرى كيف هي النظرة له وما هي أبرز ملامح ومعالم أطروحاته الدفاعية عن قضاياه ذات الصبغة الحقوقية العالمية؟». من جهة ثانية أرى أن الفكرة جيدة على الصعيد الداخلي؛ فلو تبنى مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، بالتنسيق مع وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي، عقد مؤتمر حواري خاص بطلاب المرحلة الثانوية؛ وذلك من أجل مطارحة أهم قضايا المناطق السعودية، واختير من الموهوبين والمبرزين مَنْ يحملون هذه الحقائب الحوارية ويطرحون إشكاليات مناطق المملكة الـ13 بكل شفافية ووضوح ويتباحثون مع نظرائهم الحلول الجذرية لما بين أيديهم من مشكلات، طبعاً بعد أن يكون منهم البحث والتقصي والدراسة تحت إشراف أساتذة مؤهلين وأصحاب تخصص وخبرة في علم الاجتماع والتنمية المستدامة ولهم باع طويل في البحث العلمي والدراسات الميدانية.. ومن محاسن هذا المشروع إنْ وجد:

- إيجاد باحثين استراتيجيين موهوبين يعرفون منذ المرحلة الثانوية أهم المشكلات المجتمعية والتنموية في كل منطقة، يشخِّصون الواقع ويبدعون في البحث عن الحلول الجذرية لهذه المشكلات التي عجز عن تجاوزها مَنْ سبقهم.

- تحريك وتفعيل الحوار الوطني بمعناه ودلالته الواسعة بين الشباب (رجال المستقبل)، وهذا ينمي فيهم روح المسؤولية ويقوي عزيمتهم لمواجهة واقعهم بكل دراية ومراس، وهو ما ينشده خادم الحرمين الشريفين من بث روح الحوار والدعوة إلى الاستماع لبعضنا البعض تحت مظلة وطنية شاملة.

- نقل التعليم من داخل أسوار المدرسة التي مهما اتسعت فهي محدودة إلى عالم الواقع الفسيح؛ فهم مَنْ سيسبر أوراق الحياة المعاشة، وهم مَنْ سيشارك مشاركة حقيقية في بناء الخطط الاستراتيجية المستقبلية ذات الأهداف الوطنية المدروسة طبعاً تحت إشراف أهل الخبرة وأصحاب التجربة والدراية.

- التدريب المقنن على توظيف حرية الكلمة فيما يخدم المصلحة الوطنية التي ينشدها ولي الأمر.

- جعل الواقع بقضاياه الساخنة مهماً لشريحة شبابية سعودية عريضة تتداوله وتفكر في علاجه وتتجاذب أطراف الحديث حوله مع أقرانها بجدية وبرؤية علمية متطورة وتحت إشراف أساتذة مبرزين وأهل اختصاص. وإلى لقاء، والسلام.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد